مـــدونـــة الأوهـــام الإســلامـــيــــة

{ فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا }يعقوب 20:5

هل سيكون اللاهوت متحداً بالناسوت يوم القيامة ؟ بمعنى هل سيكون الله فى الصورة التى كان عليها على الأرض حين تجسد ؟

Posted by maryhana في 23/05/2011


هل سيكون اللاهوت متحداً بالناسوت يوم القيامة ؟
بمعنى هل سيكون الله فى الصورة التى كان عليها على الأرض حين تجسد ؟

 

بقلم :الحمامة الحسنة

للإجابة على هذا السؤال لابد ان نحدد طبيعة هذا الناسوت( الجسد ) 
فهذا الناسوت بعد قيامة المسيح ليس ناسوتاً عادياً كأجسادنا التي نعيش بها الآن
بل هو ناسوت أو جسد ( ممجد ونوراني ) أي جسد روحاني لايموت ثانية
وقد تكلم عن طبيعة هذا الناسوت أي الجسد الممجد الذي سيقوم به الإنسان عموماً في يوم القيامة


القديس بولس الرسول قائلاً عنه: ( كورنثوس الأولى15)
15: 42 هكذا أيضا قيامة الاموات يزرع في فساد و يقام في عدم فساد
15: 43 يزرع في هوان و يقام في مجد يزرع في ضعف و يقام في قوة
15: 44 يزرع جسما حيوانيا و يقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني و يوجد جسم روحاني
15: 45 هكذا مكتوب ايضا صار آدم الانسان الاول نفسا حية و آدم الاخير روحا محييا
15: 46 لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني و بعد ذلك الروحاني
15: 47 الانسان الاول من الارض ترابي الانسان الثاني الرب من السماء
15: 48 كما هو الترابي هكذا الترابيون ايضا و كما هو السماوي هكذا السماويون ايضا

نفهم من هذا أن المسيح قام بجسد نوراني روحاني
لذلك كمان تقول الآيات انه جسد ممجد(و يقام في مجد ) أي لايعود يموت ثانية
هذا الجسد الروحاني الممجد هو ذات الجسد سيقوم به المؤمنين يوم القيامة
لأنه إن لم يقم المسيح من الأموات فباطل كرازتنا وباطل إيماننا
كما يقول القديس بولس في نفس الإصحاح فالمسيح في قيامته صار” باكورة الراقدين”
فآدم الأول أورث البشرية الموت أما آدم الأخير( يسوع ) وهب لنا في قيامته الحياة الأبدية من جديد
15: 21 فانه اذ الموت بانسان بانسان ايضا قيامة الاموات
15: 22 لانه كما في ادم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع

– والمسيح هو من قدم فداء عن الإنسان وبالتالي هو من سيأتي ليُدين البشرية يوم الدينونة
لأن الآب أعطي الإبن أن يُدين العالم كما قال المسيح عن ذاته:
(لأن الآب لايُدين أحد بل قد أعطى كل الدينونة للإبن )( يو 22:5 )
ولكن على أي هيئة سيأتي المسيح ليُدين العالم ؟
يخبرنا المسيح في مواضع كثيرة من الإنجيل عن مجيئه الثاني على هيئة : ( إبن الإنسان )
(مت-24-27) ( لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب ، هكذا يكون أيضا مجيء ابن الإنسان )

(مت-24-30 )( وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض، ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير )
(لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي إبْنُ الإِنسان .) (مت24: 44)
إذاً المسيح سيأتينا بجسد قيامتة الممجد في صورته الإنسانية كـ ( إبن الإنسان )،
ومعروف ان المسيح اطلق على ذاته هذا اللقب( إبن الإنسان) لأنه حمل طبيعتنا الإنسانية في لاهوته
لأنه قدم فداء كفاري عن طبيعتنا البشرية الساقطة ،
وهذا الجسد الروحاني الممجد هو ذات الجسد الذي أراه لتلاميذه بعد القيامة ليروا آثار المسامير والحربة
 التي طُعن بها في جنبه والتي تنبأت عنه التوراة : (فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ) (زكريا 12: 10).

ونفس هذه النبوأة التوراتية قالها المسيح بعد صعوده في سفر الرؤيا:
 (هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ. «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ» يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيٍ). (رؤ1: 7، 8 )

إذاً من سفر الرؤيا نعلم أن الآتي كديان للبشرية هو الله الذي هو الألف والياء البداية والنهاية والقادر على كل شيء

سيأتينا في صورة الإبن كـ ( إبن الإنسان ) والذي أعطاه الآب كل الدينونة أن يُدين البشرية التي قدم فداءاً عنها
وكأن الآب يقول للإبن أنت الذي قدمت فداءاً عن هذا الإنسان وانت الذي تُدين الإنسان الذي فديته
لتسترد ثمن الفداء عن البشرية التي تبررت بدمك على الصليب

هناك دليل أخر على أن الديَّان هو الله في صورة الإبن فادي البشرية كـ إبن الإنسان
ولكن هل سيظهر المسيح بجسده الممجد كأقنوم إبن الله كما كان على الأرض في مجيئه الأول حين صُلب؟

المسيح أجاب على هذا السؤال في مجيئه الثاني في أكثر من آية تؤكد أنه سيأتي في مجده ومجد أبيه الآب:
1- ( وَمَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ مَعَهُ، فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ.) (مت25: 31)
2- (فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.) (مت16: 27)
3- (لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ) (مر8: 38)

4- (لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي، فَبِهذَا يَسْتَحِي ابْنُ الإِنْسَانِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِهِ وَمَجْدِ الآبِ وَالْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ) (لو9: 26)

ففي الآية رقم (1) قال المسيح أنه سيأتي في مجده فقط

ثم في الآيات (2، 3) قال أنه سيأتي في مجد أبيه

وفي الآية رقم (4) قال أنه سيأتي في مجده ومجد أبيه الآب

من هذه الآيات يريد المسيح أن يعلن أنه الله الذي سيأتي في صورة أقنوم الإبن الذي قدم فداءاً
ولكنه سيأتي في كامل بهاء مجده الإلهي وفي كامل أقانيمه الآب والإبن وطبعاً هو إله حيٌ بروحه القدوس
فمجد الآب هو ذاته مجد الإبن لأن المسيح قال :
( أنا والآب واحد ) (يو10: 30)

إذاً فالإبن هو كالآب تماماً لأن كل ماهو للآب من مجد إلهي
فهو للإبن أيضاً نفس المجد الإلهي.. لأن يسوع قبل صلبه قال:
(و كل ما هو لي فهو لك و ما هو لك فهو لي ) ( يو 10:17 )

نفهم أيضاً أن كل مجد الآب هو للابن أيضاً لأنه مجد إلهي واحد. وكل ملكية الآب وملكوته يخص الابن أيضاً

هذا المجد للإبن ليس مجداً مكتسباً كما ستكتسبه البشرية في القيامة

بل هو مجد إلهي واحد بين أقانيم الله وقبل تجسد الإبن الكلمة:
(و الآن مجدني أنت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ) ( يو17: 5)
إذاً المسيح قبل تجسده وقبل إنشاء العالم كان في ذات المجد الإلهي للآب كأقنوم الإبن الكلمة الأزلي

فتعبير ( المجد الإلهي ) في الكتاب المقدس يعني ( كامل بهاء جوهر اللاهوت الإلهي) أو ( مجد جوهر الإلوهية )
وهذا المجد الإلهي ليس مجرد المجد الذي تعنيه الكلمة في لغتنا البشرية

وهذا المجد الإلهي أو بهاء جوهر لاهوت أو ( مجد إلوهية الله)
قال عنه الرب الإله في التوراة أن هذا المجد لايعطيه لأحد غيره ..
( أَنَا الرَّبُّ هَذَا اسْمِي وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لِآخَر)( أشعياء 42: 8 ) 

فالإنسان كمخلوق لايستطيع ان يشارك خالقه في مجده الإلهي
والرب الإله قالها صريحة بأنه لايعطي مجده لمخلوق
لأنه مجد إلهي يخص الطبيعة الإلهية فقط
 هذا المجد الإلهي كما هو واضح يخص مجد (الجوهر والطبيعة الإلهية )

بين أقانيم الله المثلثة والتي تظهر طبيعته الإلهية
وهو مجد لاينقسم على الأقانيم بل هو مجد واحد

والدليل أن المسيح حين كان في الجسد أعلن أن مجده ومجد ابيه واحد

وهو ذات المجد الذي سيظهر به كديان للعالم يوم القيامة

– كذلك يخبرنا الإنجيل أن المسيح بعدما قدم فدائه وقام بالجسد من الموت صعد للسماء 
ودخل إلى مجده الأول الذي كان فيه قبل ان يتجسد حسب إعلانه لتلميذي عمواس بعد قيامته قائلاً لهم:
(أما كان ينبغي ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده)( لو 24 : 26))

( يدخل إلى مجده )=أي يرجع إلى كامل مجد لاهوته الإلهي..يرجع لطبيعته وصورته الأزلية الأولي
 تلك الصورة الإلهية التي كانت محجوبة عناً حال تجسده

 حين إتخذ جسداً يتمم به الخلاص 

 من هذه الآيات نفهم أن السيد المسيح له المجد هو الله

الذي سيأتي على هيئته الإنسانية كـ (إبن الإنسان) ليُدين العالم 

وسيأتي في كامل بهاء المجد الإلهي للآب والإبن معاً لأنه مجد إلهي واحد كما إن الآب والإبن واحد

وهذا يحقق نبوأة دانيال النبي حين قال أنه رأي مثل ( إبن الإنسان )

وقدأٌعطي هذا الـ ( إبن الإنسان) عبادة من كل الأمم وشعوب الأرض ومعروف ان العبادة مخصصة لله وحده
ولـ ( إبن الإنسان ) هذا سيكون له سلطان ومجد وملكوت لاينقرض كما تقول النبوأة:
 ( كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ ) (دانيال7: 13-14) 

ولإلهنا يسوع المجد الدائم للأبد

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

 
%d مدونون معجبون بهذه: