مـــدونـــة الأوهـــام الإســلامـــيــــة

{ فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا }يعقوب 20:5

الجزية، وإعادة غزو مصر

Posted by maryhana في 15/02/2012


الجزية، وإعادة غزو مصر

بقلم| الحمامة الحسنة

ما حدث من فضائح عبر الفضائيات الإسلامية من الشيخ خالد الجندي وفاضل سليمان، من تعدي بالضرب على كاتب له وزنه مثل الدكتور والمفكر الكبير سيد القمني هو مشهد مخزي ولكنه لن يكون الأخير لأنه حان الآن وقت الصِدام المتكرر بين فكر الماضي بجموده وقبحه والذي لايصلح إلا للقرون الوسطى، وبين فكر وعقلية القرن الحادي والعشرين التي لاتستطيع أن تقتنع بفكر البداوة وتخلف عصر الجاهلية، فكان التعدي بالضرب والتكفير هو لغة هذه الكائنات المتخلفة عن عالم الإنسانية بدلاً من لغة الإقناع وإعمال العقل، فالفكر الإنساني المتحضر لايمكنه القولبة والتقوقع داخل فكر إنسان العصر الأحفوري لأن العقل الإنساني خلقه الله حراً لكي يبدع في كل زمان ومكان! فلا يستطيع مخلوق أن يوقف عقارب الزمن داخل عقولنا وفكرنا، كما توقفت عقارب الزمن لعقولهم عن القرن السابع الميلادي، ولن يسمح المجتمع المصري بمفكريه وبمثقفيه وبأحراره أن يمارس الإسلاميين عليهم تدينهم الذي يرونه أكثر إبهاراً وعِزة عندما يمارسونه على الأخرين!

فليس حراماً ولا كفراً أن يتسائل ويرفض مفكر مثل سيد القمني النصوص القرآنية التي لم تعد صالحة للإستخدام الآدمي في القرن الحادي والعشرين وفي ظل مارثون الفتاوي التكفيرية والتحريمية التي يمارسها دعاة الكراهية عبر الفضائيات من المفلسين فكرياً ! فجاء ردهم عليه ركيكاً وهشاً على طريقة:«لا تجادل ولا تناقش يا أخ على»، فبدا المشهد واضحاً لمن تابع هذه الحلقة الكوميدية بأنه فجوة صراع ثقافي بين عقول البداوة بكل قبحها وتخلفها وشرائعها الغابية، وبين عقل مفكر يحمل إبداع وثقافة إنسان القرن الحادي والعشرين الذي لايستطيع أن يلغي إعمال عقله ليتقولب فكره في ثقافة «فقه العنعنة وفتاوي قالولوا».

ومن ضمن النصوص التى لم تعد صالحة للإستخدام الآدمي:«قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ»«التوبة29» والذي علت به حناجرهم بعد الثورة،ضمن هوجة مارثون فتاوي عصر البداوة والتي خرجت من قبورها مع خروج الثعابين الإسلامية من جحورهم، بحجة أن سقوط هذه الجزية هو تعطيل لحكم من أحكام الله!

«فالجزية الإسلامية» تختلف في مفهومها عن مفهوم الجزية في العالم كله على مرّ التاريخ، فعندما تُذكر الجزية الآن يُذكر التشريع الإسلامي، لأنه التشريع الوحيد الذى فُرضت فيه الجزية على أساس ديني، وفي وقتٍ لم تكن الجزية مفروضة عند بني العرب كما قال القرطبي في تفسيره: «ثُمَّ أَحَلَّ فِي هَذِهِ الْآيَة الْجِزْيَة وَكَانَتْ لَمْ تُؤْخَذ قَبْل ذَلِكَ» إذاً هي «جزية دينية» إستحل الإسلاميين فرضها على الأخر ممن أسموهم بـ «أهل الذمِّة»، حيث يدّعي هؤلاء أنها بمثابة «ضريبة» مقابل ما يمنحوه لـ «أهل الذمة» من تأمين حماية أموالهم وأرواحهم، وأنها تقابل الزكاة التي يدفعها المسلم فريضة عليه.

وهنا لنا عدة ملاحظات، وهي طالما أن الجزية فرضت على من أسموهم بأهل الذمة إذاً هي فُرضت على أساس تمييز ديني لاعلاقة لها بالزكاة الواجبة على المسلم التي هي ركن من أركان إيمانه، فتفسير القرطبي يثبت أنها جزية دينية فيقول: «وَقَالَ اِبْن الْجَهْم : تُقْبَل الْجِزْيَة مِنْ كُلّ مَنْ دَانَ بِغَيْرِ الْإِسْلَام ….. فَقَالَ عُلَمَاء الْمَالِكِيَّة : وَجَبَتْ بَدَلًا عَنْ الْقَتْل بِسَبَبِ الْكُفْر. وَقَالَ الشَّافِعِيّ : وَجَبَتْ بَدَلًا عَنْ الدَّم وَسُكْنَى الدَّار. وَفَائِدَة الْخِلَاف أَنَّا إِذَا قُلْنَا وَجَبَتْ بَدَلًا عَنْ الْقَتْل فَأَسْلَمَ سَقَطَتْ عَنْهُ الْجِزْيَة لِمَا مَضَى» فهى إذاً جزية دائمة الإستحقاق والوجوب طالما بقى هذا الإختلاف الديني
فلا يمكن الآن للمدلسين أن يزعموا أن هذه الجزية عبارة عن ضريبة أو مقابل حمايتهم للمسيحيين، وهنا نسألهم حمايتهم للمسيحيين مِن مَنّ ؟! هل الذين أحرقوا وهدموا الكنائس وبيوت الأقباط وقاموا بتهجيرهم وإستباحوا دمائهم وأعراض نسائهم هل هم أعداء من خارج الوطن؟! أم هي جزية على طريقة «عصموا مني دماءهم وأموالهم» ؟! إذاً هي جزية وجب وضعها في مسماها الحقيقي وهو «الأتاوة» التي بمفهوم «البلطجة والإجرام»، كما أثبت التاريخ الإحتلالي لبني العرب ممارساتهم الإجرامية في حق شعوب البلدان التي إحتلوها كما ثبت من المراجع الإسلامية هذه الممارسات الإجرامية.

فيقول إبن سعد كتابه الطبقات الكبرى جزء3، عن عمر« وضع الجزية علي جماجم أهل الذمة فيما فتح من البلدان..» ومَالُ الّجَمَاجِمِ هو مال جزية الرؤوس كما ذكره المقريزي في كتابه المواعظ والإعتبار، أما ابْنُ الْقَيِّمِ فسماها «خراج رؤوس الكفار» فيقول :«الْجِزْيَةُ هِيَ الْخَرَاجُ الْمَضْرُوبُ عَلَى رُءُوسِ الْكُفَّارِ إذْلَالًا وَصِغَارًا» وكان بني العرب ممن يُسَمَّون بالسلف الصالح يمارسون هذه الجريمة بتقدير جزافي على أهل مصر، فيقول المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار-الجزء الأول:« قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص رضي اللّه عنه فقال له‏:‏ أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها‏.‏ فقال عمرو وهو يشير إلى ركن كنيسة‏:‏ لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم وإن خفف عنا خففنا عنكم»، فخيرات مصر وشعبها صاروا إرثاً للمحتل من بني العرب وصاروا خزانة كنز لهم، حتى أنهم إبتدعوا نوع غريب من الجزية لم يعرفه العالم من قبل، وهي جزية على الموتى من أقباط مصر، فيذكر المؤرخ إبن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر وأخبارها:« كتب حيان إلى عمر بن عبد العزيز يسأله أن يجعل جزيه موتى القبط على أحيائهم , فسأل عمر عراك بن مالك. فقال عراك:”ما سمعت لهم بعهد ولا عقد وإنما أخذوا عنوه بمنزله العبيد ” فكتب عمر إلى حيان بن شريح أن يجعل جزيه موتى القبط على أحيائهم»، وهذا يوضح مدي إنعدام الذمة والضمير لمن يدعون أنهم يطبقون شرع الله!

فنص الجزية أساساً لم يتكلم من قريبٍ أو بعيد عن أي نوعٍ من الحماية المزعومة لأنه بدأ بأمر «قاتلوا» من لايدينون «دين الحق» يا إما الجزية لمن رفضوا دين الحق أو القتل، فهو نص لم نشم فيه سوى رائحة الإذلال والتحقير كما فسر إبن كثير «عن يدٍ وهم صاغرون»، فكما هو واضح أنه نص «عقوبي» بدليل أن هذه الجزية تسقط بإعتناق الشخص للإسلام وتُدفع كمقابل لتمسك الشخص بعقيدته.

في حين نجد أن الرومان الوثنيين في أشد عصورهم الدموية والمظلمة لم يفرضوا الجزية على اليهود بوازع ديني بل بوازع إحتلالي وسياسي، فالجزية الرومانية كانت جريمة تاريخية بهدف إحتلالي لأنها رمز للإستعباد والتحقير، ورغم هذا لم يفرضوها على اليهود «عن يدٍ وهم صاغرون»، ففي أيام السيد المسيح بيَّن لنا مدي قُبح هذه الجريمة اللاأخلاقية عندما تُطلب من أبناء الوطن الأحرار، لأن اليهود أساساً كانوا يفرضونها على الأجانب والغرباء مقابل تسكينهم لهم في وسطهم وعلى أرضهم، فاليهود هم أصحاب الأرض، ولذلك عندما طلب الرومان الجزية من السيد المسيح«أما يوفي معلمكم الدرهمين»،فتسائل المسيح قائلاً:«ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس من الأجانب. قال له يسوع: فإذاً البنون أحرار، ولكن لئلا نُعثرهم… فخذه وأعطهم عني وعنك»«متى17: 24-25».. فأبناء الوطن أحراراً وليسوا عبيداً كما يدعي بني العرب، لهذا كان أبناء الوطن من اليهود يعارضون دفع الجزية للرومان الأجانب، لأنهم إعتادوا على فرض الجزية على الشعوب التي كانت تأتي لتسكن بينهم وتتمتع بخدماتهم على أرض بني إسرائيل، أيضاً نجد أن اليهود فرضوا بعض التقدمات والهدايا كنوع من تقديم الولاء والطاعة من هذه الشعوب التي أبقوا علي أرواحهم في حروبهم المقدسة التي كانت بأمر إلهي مباشر مثلما فعل داود النبي والذي كان من المفترض أن يقتل فيها أعدائه من المؤابيين ولكنه أبقاهم عبيداً يقدمون له الهدايا أو الجزية، :
«و ضرب المؤابيين و قاسهم بالحبل اضجعهم على الارض فقاس بحبلين للقتل و بحبل للاستحياء و صار المؤابيون عبيدا لداود يقدمون هدايا»«2صم8: 2»،إذاً هذه الهدايا كانت ناتجة عن إستعباد في الحروب، فرضها الطرف الغالب على المغلوب نتيجة إبقائه على أرواحهم ولم تكن هذه الهدايا والتقدمات في الحروب المقدسة بتشريع من الله بل هي تصرف بشري ليس له علاقة بالله ولم تكن لفرض دين اليهود على الشعوب الأخري بالإكراه لأنها ديانة ليست تبشيرية، بل العكس تماماً فقد فرضوها لإبعاد الوثنيين عنهم وعدم مخالطتهم، ولوضع فارق إجتماعي بين اليهود وبين الشعوب الوثنية التي أخضعوها للسكني بينهم، وكوسيلة لعزل شعب الله عن الثقافة الوثنية التي حذرهم الرب منهم:«متى دخلت الارض التي يعطيك الرب الهك لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم»«تثنية18: 9»،« لاتسير وراء آلهة أخري من آلهة الأمم التي حولكم»«تثنية6: 14»،ولكن لم ينفذ اليهود شريعة وتعاليم الله ولم يستأصلوا الأمم الوثنية الذين قال الرب عنهم بل اختلطوا بهم وتعلموا منهم وسمحوا بسكنى شعوب كثيرة وسطهم مثل الكنعانيين وقطرون وصيدون والأموريون…. ألخ« و كان لما تشدد إسرائيل أنه وضع الكنعانيين تحت الجزية و لم يطردهم طرداً… »«قضاة1: 28- 36» ولما كانت تلك الشعوب الوثنية تستسلم وتخضع لليهود كانوا يطلبوا منهم تقديم الجزية والهدايا، كما فعل سليمان الملك:«و كان سليمان متسلطا على جميع الممالك من النهر الى أرض فلسطين و إلى تخوم مصر كانوا يقدمون الهدايا و يخدمون سليمان كل أيام حياته»«1مل4: 21»، فأخذهم للجزية والهدايا هو تصرف بشري وليس بتشريع سماوي وإلا يصبح تشريع عنصري ولايليق أن يُنسب لله – وحاشا أن يصدر عن إله لا يفرق بين البشر جميعاً حتى من لايؤمنون به، فلا يليق أن ننسبها لله تعالى عما يفترون به!

لهذا لانجد تشريع سماوي في التوراة والإنجيل يفرض به الله الجزية على البشر وإلا بصير تشريعاً عنصرياً على الذين رفضوا اليهودية أو المسيحية، لهذا في التوراة سُميت الجزية بـ «جزية موسى»، وفُرضت أولاً على الشعب اليهودي نفسه بأمر من الملك، لأجل بناء بيت الرب«خيمة الشهادة»، ودفعها اليهود بفرحٍ وليس عن يدٍ وهم صاغرين:« فدعا الملك يهوياداع الراس و قال له لماذا لم تطلب من اللاويين أن يأتوا من يهوذا و أورشليم بجزية موسى عبد الرب و جماعة اسرائيل لخيمة الشهادة… وأمر الملك فعملوا صندوقا و جعلوه في باب بيت الرب خارجا، ونادوا في يهوذا وأورشليم بأن يأتوا إلى الرب بجزية موسى عبد الرب المفروضة على إسرائيل في البرية، ففرح كل الرؤساء وكل الشعب وأُدخلوا وألقوا في الصندوق حتى إمتلأ»«2أخبار24: 6- 10»، فجزية موسى لم تُشرع بتشريع سماوي من الله،لأن الملك هو الذي فرضها على شعب اليهود وأخذت منهم برضاهم.

لذلك عندما سأل الفريسيين بخبثٍ المسيح «أيجوز أن تُعطى الجزية لقيصر أم لا؟»« متى22: 17» فطلب المسيح رؤية أحد العُملات القيصرية المرسومة عليها صورة طيباريوس قيصر ليقول لهم إن كانت هذه عملته المرسومة عليها صورته فردوها له رغم أنه لايملك أرض إسرائيل التي إحتلها، فهي أرض ملك للأبنائها الأحرار، فجاء جوابه عليهم” اعطوا إذاً مالقيصر لقيصر وما لله لله«متى22: 21»، فالمسيح برده هذا كان يرسِّي مبدأ إعطاء كل ذي حقٍ حقه حتى لو كانت هذه الإستحقاقات جائرة وظالمة مثلما إحتجّ في موقفه السابق عندما دفع الدرهمين حتى لايعثر أحد، وقد أكد مبدأ الإستحقاق بولس الرسول حين قال: «فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ»«رومية13: 7» وهذا المبدأ الذي أرساه المسيح في إعطاء الإستحقاقات رغم كونها نظاماً سياسياً إستبدادياً وجائراً ولكنها ليست بتشريعٍ سماويٍ لإستباحة جبي الجزية، بدليل أن تعاليم الإنجيل لم تفرض الجزية لا بمفهومها الديني ولا بمفهومها الإحتلالي، فالجزية الرومانية كانت«ضريبة إحتلال» تُدفع على عدد الرؤوس ومع هذا طلب المسيح إعطائها للرومان الوثنيين الذين لادين لهم لأنهم إستحلوها لأنفسهم بقرارات ظالمة وجائرة.

قبل أكثر مائة وخمسين عاماً قام الخديوي سعيد باشا ولأول مرة برفع الجزية عن أقباط مصر في ديسمبر سنة 1855، لأول مرة منذ إحتلال العرب لمصر، رفعها وسمح لهم بقانون تأدية الخدمة العسكرية كأبناء لهذا الوطن ومتساويين مع المسلمين في كافة الحقوق والواجبات، وكمحاولة منه لإظهار أن الدولة العثمانية ليست محتلة لمصر. فهل مصر بعد ثورة 25 يناير بتتقدم للأمام أم بتعود للخلف ؟!

وهنا نسأل جُباة الجزية من الإسلاميين الذين يستحلون فرضها الآن على مسيحي مصر الذين هم أبناء الوطن وأصحاب الأرض تاريخياً، يستحلونها الآن بنفس النعرة العربية بنفس لغة أهل الجاهلية عند الإحتلال العربي لمصر، فهل إستقوائكم بفرض الجزية معناه إعترافهم ضمنياً بأنهم محتلين لمصر كالرومان؟! مع الفارق أن الرومان لم يطلبوا الجزية عن يدٍ صاغرة، أم يستحلونها كما جائت في النص القرآني بمفهوم الجزية الدينية التي تدفع مقابل أن يتمسك الأخر بدينه حتى يعصم دمه وماله منهم ؟! وإلا تكون النتيجة كما رأينا بعد الثورة هو نهب وسلب وإستحلال بيوت وأعراض وممتلكات الأقباط وهدم وحرق كنائسهم أو تهجيرهم من ديارهم كما حدث مع أقباط العامرية بالأسكندرية؟! أسئلة محتاجة إجابة منكم للرد عليها.

لهؤلاء الشيوخ والإسلاميين المغسولة أدمغتهم نقول لكم أن تاريخكم وكتبكم شاهدة على جرائمكم التي أرتكبتموها في حق الأخر على مر التاريخ بلا سبب وبلا رحمة وبلا ضمير، لهذا فنحن لسنا في ذمة أحد من البشر بل في ذمة الله وحده، لانريد حمايتكم ولا ذمتكم لأننا مواطنين مصريين ومتساويين في كافة الحقوق والواجبات شئتم أم أبيتم، حتى واجباتنا العسكرية نحو وطننا سيؤديها أبنائنا لأنهم قبل أي شيء يدافعون عن تراب وطنهم الذي لم ولن يخونوه في يومٍ من الأيام، ولم يرفعوا عليه علم دولة أخرى غير علم أرضهم وأرض أجدادهم فولائهم الأول والأخير لوطنهم، أما جزيتكم أصبحت في ذمة التاريخ، فلن يكون أقباط مصر في ذمة هذه الجزية البائدة والتي لم تعد صالحة للإستخدام الآدمي.

أضف تعليق