مـــدونـــة الأوهـــام الإســلامـــيــــة

{ فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا }يعقوب 20:5

نعم أيها الإسلاميين، أبشركم أن المسيح قد وُلد!

Posted by maryhana في 17/01/2012


 

 نعم أيها الإسلاميين، أبشركم أن المسيح قد وُلد!

بقلم| الحمامة الحسنة

ولد المسيح في مذودٍ للبقر ولم يكن له أين يسند رأسه، فلم يكن أحد في إستقباله سوى حيوانات المزود التي ربما وجدوه يرتعش برداً فلم يجد الدفيء سوى مع خروف المزود الذي أراد أن يُغطِّيه بقطعة من صوفه ليدفأ بها، وربما أرادت البقرة أن تعطيه لبنها ليتغذي ويسِدّ جوعه، وأراد الحمار أن يحمله إلى مصر هرباً من وجه هيرودس الذي لما علم بميلاد ملكِ اليهود أمر بقتل كل أطفال بيت لحم خوفاً من الطفل الملك, وهو لايعلم أن مملكة هذا الطفل الإلهي ليست من هذا العالم. وإلى يومنا هذا مازال العالم وأولاده يرفضون ميلاد هذا الطفل خوفاً على كراسيهم ومصالحهم وأطماعهم ومملكتهم الأرضية الزائلة كما فعل هيرودس الملك تماماً، ويرفضون حتى الإحتفال بيوم ميلاد الطفل الإلهي أو حتى تذكّره، لأنهم لاينظرون ولا يريدون السماويات بل يريدون الأرضيات من مراكز وكراسي وعروش، هاهي الفتاوى اليومية التكفيرية التي تحمل رائحة الكراهية من دعاة الكراهية الذين يتفننوا في تكفير المسيحيين وتكفير ولعن كل من يهنيء المسيحيين بأعيادهم وبميلاد رب الحياة والخليقة وسيدها.


بتأمل مشهد الميلاد لرب القدرة نجد أن ميلاد يسوع في عالمنا الشرير به علامات تشير لموته وتُشير لمهمة الفداء التي تجسد لأجلها، حيث نجد ملاك الرب ظهر للرعاة ليبشرهم بميلاد المخلِّص: « ها أنا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلصٌ هو المسيح الرب»«لوقا2: 11»، لماذا كان الرعاة هم أول من بشرهم الملاك بالبشارة المفرحة ؟ وكأنه يقول لهم لن تسهروا وتتعبوا بعد الآن لتحرسوا وترعوا الماشية التي كانت تُساق للمذبح المقدس لتقديم الذبيحة الحيوانية الكفارية، لأنه قد وُلد المخلِّص الذي هو الذبيحة الحقيقية التي ستكفي كذبيحة كفارية للعالم كله، وقد أعطى الملاك الرعاة علامة ميلاده ليتعرفوا من خلالها على مولود المذود في لبيت لحم: «وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مُقمّطاً مضجعاً في مذود»«لوقا2: 12» ،هذه العلامة لهذا الطفل السماوي أنه كان «مُقمّطاً»، والقماط نعرفه جميعاً أنه عبارة عن رباط من القماش يُلفّ ويُشد به جسم الطفل المولود، ولكن كان من عادة اليهود أن يلفوا أجساد موتاهم بأكفان تُلف أيضاً حول أجسادهم ونرى نفس مشهد التقميط في موت لعازر الذي ردّ له المسيح روحه إلى جسده فأعاده ثانية للحياة، حيث يقول الإنجيل في مشهد خروج الميت من قبره بالأكفان: «فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل»«يو24: 11»، فملاك الرب أعطى الرعاة علامة مميزة عن الموت ومهمة الفداء التي تجسد رب المجد لأجلها، فيوم ميلاده كان يحمل رموز موته وتكفينه بالأقمطة.


على جانب أخر نجد مشهد المجوس في هذا اليوم التاريخي والمشهود له من جميع العالم الآن، وفي الوقت الذي رفضت فيه أورشليم هذا الطفل الإلهي نجد أن مجوس المشرق قطعوا الرحلة الشاقة والطويلة من بلاد المشرق في بابل إلى أوشليم حين رأوا نجمه في المشرق، فأتوا للصبي المولود « ليسجدون له» ويقدمون هداياهم التي هي عبارة عن «ذهباً» رمزاً لمُلكه، «ولُباناً » «يُصنع منه البخور» رمزاً إلى أنه الإله والكاهن الأعظم، فالبخور لايُبخر به إلا أمام الله فقط، كما قدموا له «مُرّاً»رمزاً لقبوله الموت والآلام التي سيذوقها، فالمُرّ يتم عمل «الأطياب والحنوط» به لتُحفظ به أجساد الموتى من الفساد: «فأخذا جسد يسوع و لفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة ان يكفنوا»«يو19: 40»،« لو23: 56»،«مر16: 1»،وهنا نجد أيضاً إشارة لموته في يوم ميلاده تشير إلى مهمة الفداء التي وُلد لأجل إتمامها.


كذلك إشارة ثالثة لموته كانت في اليوم الأربعين لميلاده حين صعدوا بالطفل أبواه ليقدموه على مذبح الرب «كذكر وفاتح رحم» حمله سمعان الشيخ الذي يحمل روح النبوءة لأن الروح القدس كان عليه «لو2: 25»، وقال لمريم أمه: «ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ، ولعلامة تُقاوَم» «لو2: 34»، «ولعلامة تُقاوم!»، ماهي هذه العلامة التي ستقاوم؟ إنها علامة «الصليب» المباركة التي صُلب ومات عليها جسد المسيح، تلك العلامة التي مازالت تُقاوَم حتى يومنا هذا، تلك العلامة التي سحقت إبليس يوم الفداء،والآن تسحق أولاده وأتباعه تحت أرجل المسيح: «لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه» «1كورنثوس15: 25» ، جاء المسيح للعالم والعالم رفضه ليتم قول الرب يسوع «أنهم أبغضوني بلا سبب» «يو15: 25»، أبغض العالم المسيح ورفضه ولكنه قبل وأحب باراباس القاتل« متى27: 23»، صلب العالم المسيح وأطلق سراح المجرمين والقتلة ليحكموا العالم بإجرامهم،والآن يبغضون أولاد المسيح ويكفرونهم ويستبيحوا دمائهم بفتاوي التكفير الشرعية، فإن كان العالم أبغض المسيح فليس العبد أفضل من سيده هكذا علمنا المسيح وهكذا قال لنا: «أن كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم» «يو15: 18» .


نعم أيها الإسلاميين قد وُلد المسيح!
وسيظل يبشركم بميلاده وبأنه وُلد غصباً عن دعاة الكراهية والتكفيريين، وسيظل يُولد في القلوب كل يوم بل كل لحظة، في قلوب أولاده وخرافه الضالة والباحثين عنه، فكلما رأت الناس ظلمة فكركم الأسود المتطرف لأجل مطامعكم في إغراءات العالم، وترهيبكم للمجتمع وقمعكم لفكر المفكرين والمستنيرين الذين يبدعون بفكرهم المستنير لإنارة العقول المظلمة وكشف حقيقتكم وتعريتها، كلما وُلد المسيح كل يوم في قلوب البسطاء الذين في شدتهم وضيقتهم سيعاينون مجد الله.

 

 

 

أضف تعليق