لماذا الفداء ؟جزء (1) لماذا الله الآب جعل الإبن الكلمة يسوع المسيح يتحمل كل هذه الآلام لأجلنا؟ بقلم: الحمامة الحسنة
Posted by maryhana في 01/08/2011
لماذا الفداء ؟ جزء (1)
لماذا الله الآب جعل الإبن الكلمة يسوع المسيح يتحمل كل هذه الآلام لأجلنا؟
بقلم : الحمامة الحسنة
هذا السؤال أجاب السيد المسيح عليه فى آية واحدة هى:
16 ( لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيدلكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية
17 لانه لم يرسل الله إبنه الى العالم ليدين العالم بل ليُخلًص به العالم
18 الذي يؤمن به لا يُدان و الذي لا يؤمن قد دِين لأنه لم يؤمن بإسم إبن الله الوحيد )( يوحنا 3: 16)
ولأن الله أحب البشرية كلها فقد تنازل وتواضع الله أن يتجسد ويظهر لنا فى جسد بشرى
ليفدى الإنسان الهالك الذى هلك نتيجة سقوط آدم وهنا يجب أن نفرق بين خطية آدم
التى إرتكبها والتى سُيحاسب عنها وحده أمام الله وبين سقوط البشرية كلها حين كانت فى صُلبه
ولتوضيح هذا سأذكر مثل بسيط لتفهمى ماذا أعنى بسقوط الطبيعة البشرية كلها
حين كانت فى صُلب آدم .
لو فرضنا أن إمرأة حامل إرتكبت جريمة دخلت على أثرها السجن وولدت مولودها داخل السجن
فما هو ذنب هذا المولود أن يُحبس مع أمه فى السجن ؟!
المولود لا ذنب له ولم يقترف جريرة ليسجن عليها ولكنه وُلد ووجد نفسه فى السجن نظراً لظروف أمه
ونحن هكذا ولدنا فى سجن طبيعتنا البشرية الساقطة والتى أخرجت آدم من الجنة
إلى سجن الطبيعة الساقطة والمحكوم عليها بالموت والهلاك
وورثنا نحن طبيعة بشرية هالكة جسدياً وروحياً ،فالإنسان خلقه الله على صورته ومثاله
لكى يخلَّد معه فى القداسة والطهارة ويظل ملتصقاً ( روحياً ) بإلهه الذى خلقه
لكن آدم أخطأ وبخطيته فضّل الإنفصال عن إلهه وفى إنفصاله كان موته الجسدى والروحى
أى ( موته الأبدى )لأن الرب وقت أن حذر آدم من الأكل من شجرة معرفة الخير والشر
قال له ( موتاً تموت ) (و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تأكل منها لانك يوم تأكل منها موتا تموت)( تكوين2: 17)
والموت هنا هو موت أبدى ( جسدى + روحى )
وحكم الله عليه بأن يعود جسده للتراب الذى أخذ منه فعاد جسد آدم للتراب :
( بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي أُخذت منها لانك تراب و الى تراب تعود)( تك3: 19)
وطرده الله من الجنة حتى لايأكل من (شجرة الحياة الأبدية )( شجرة الخلود )
ويخلد آدم فى طبيعته العاصية التى عرفت معنى الشرلأن الله فى الأساس خلقه على معرفة الخير
فقد خلقه فى القداسة فلم يكن آدم يعرف معنى طبيعة الشر
إلا بعد أن أكل من شجرة ( معرفة الخير والشر ) التى وضعها الله بين أشجار الجنة كإمتحان لطاعة الله لآدم
لأن الله خلق الإنسان مخيراً وليس مسيراً .. خلقه بإرادة حرة
فكانت شجرة معرفة الخير والشر إمتحان لإختبار إرادة آدم الحُرة
هل سيستخدم إرادته فى الخير فقط ويطيع إلهه الذى خلقه أم سيعصى إلهه وينفصل عنه
واحد يقول طيب آدم هو من أخطأ فما ذنب البشرية أن تتحمل خطيته؟
نقول له أن آدم سيتحمل عقوبة خطيته وحده أما نحن فحملنا طبيعة بشرية فاسدة حين كانت البشرية في صُلب أبينا آدم ،
تلك الطبيعة التي عرفت معني الخطية والتي تميل لفعل الشر
فالكتاب المقدس ينفي توريث الخطية من الآباء للأبناء فيقول ارميا 31 : 29-30))
(لا يقولون بعد الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست .
بل كل واحد يموت بذنبه كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه )
– وفي( حزقيال 18 : 20-22 ) يقول:
(الابن لا يحمل من إثم الأب والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون
فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً فحيوة يحيا)
إذاً لاتوريث للخطية بل ورثنا تبعيات ونتائج الخطية
وهي أننا ورثنا طبيعة بشرية عرفت معني الشر وتميل لفعله
بل طبيعة معجونة بالشر
وهذا ما أكده الإنجيل في رسالة (رومية7: 22- 24):
22فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ.
23وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي.
24وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟
هذه الآية توضح بمنتهى البساطة المعنى الذي يتكلم عن ناموس أو الطبيعة البشرية الداخلية للإنسان
والتي صار عليها بعد عرف الإنسان معني الخطية والشر منذ السقوط الأول لآدم
وهي طبيعة أو ( نظام داخلي ) داخل الإنسان يدفعه إلى الخطأ وإرتكاب الشر
و هو ما نعرفه بالطبيعة الفاسدة المتوارثة من تبعيات سقوط آدم
– كذلك يقول القديس (يوحنا في رسالته الأولي2: 1):
(1يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ.
2وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً.)
إذاً فداء المسيح ليس عن خطية آدم بل عن خطايانا نحن التي نفعلها بطبيعة فاسدة
ورثت ناموس صار بداخلنا ويجعلنا نميل لفعل الشر
-وقال يوحنا المعمدان حين رأي المسيح مقبلاً عليه قبل بدأ خدمته:
(هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم )(يوحنا1: 29)
إذاً الفداء المقدم من المسيح كان لجميع العالم وليس عن خطية آدم التي سيُحاسب عنها وحده
+ نعود لمعرفة كيف أتمم المسيح الفداء وكيف إنهزم الشيطان من عملية الفداء على عود الصليب
الإنسان خلقه الله من جسد + روح فهل تهلك الروح أيضاً وبالتالى يفنى الإنسان
الذى أحبه ربنا قبل أن يخلقه وينتصر الشيطان بحيله الشيطانية على الله القدوس
وبالتالى ينتصر الشر على الخير ؟!
إستحالة أن ينتصر الشيطان على الله القدوس
ويفنى الإنسان الذى خلقه الله وهو يقول ( لذتى مع بنى آدم ) ومات آدم جسدياً
وعاد للتراب ولكن روحه المنفصلة عن الله ذهبت للجحيم مع الشيطان
لأنه ليس لروحه الملوثة بالخطية مكان مع الله القدوس
فلا يصح أن تجتمع روح الإنسان التى تلوثت بالخطية مع الله القدوس فى مكان واحد مقدس
لأن الله قدوس ويحب القداسة .. فلا إجتماع للظلمة مع النور فى مكان مقدس واحد
لذلك لم تجد الأرواح البشرية مكاناً لها سوى مع إبليس الذى أغواها وأسقطها فى الجحيم
وورثت البشرية كلها من آدم الطبيعة البشرية الساقطة والموت الجسدى
+ ولكن هل يترك الله روح الإنسان تخلد فى الجحيم مع إبليس وتهلك للأبد ؟!
الله رحيم ومحب للإنسان بلا حدود ويغفر لنا بلا حدود ولكن ..
أين تطبيق عدله الإلهى ؟!
لو طبق الله رحمته للإنسان لظل الإنسان فى خطيته بلا رادع يردعه
كما نحن على الخطية الآنوساعتها سيكون إله بلا هيبة ولا نخشاه وكلمته ترد له فارغة
لأنه سيظل يطبق رحمته على الإنسان الذى عرف طبيعة الشر مع تعطيل صفة العدل الإلهى
صفات الله من الرحمة والعدل يجب أن تطبق بطريقة متوازية جنباً إلى جنب
فلا تطغى رحمته على عدله ولا عدله على رحمتهتحذير الله لآدم بألا يأكل من الشجرة موتاً يموت هو تحذير إلهى
ولايجب أن الكلمة الإلهية ترد فارغة أبداً فعندما يصدر ملك دولة أمر ملكى لشعبه فهل يعود ويتراجع عنها .. إستحالة !
فما بالك بملك السماء الرب الإله والذى كلمته إلهية وأزلية لاترد له فارغة أبداً وتسرى فى كل زمان وكل مكان ؟
فكان لابد من أن يتحقق عدل الله بجانب رحمته .. والخطية هى تعدى على حق الله .. ( وأجرة الخطية الموت )
كما يقول الكتاب المقدسوهذا العدل لم يستطع إنسان على وجه الأرض سداد دين البشرية
وإفاء الله لعدله الإلهى سوى.. ( رومية5: 17- 21) :
(17بالنعمة التي بالإنسان الواحد يسوع المسيح، قد ازدادت للكثيرين
لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد،
فبالأولى كثيرا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر،سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح
18فإذا كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع
الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس، لتبرير الحياة)
19لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل
الكثيرون خطاة، هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارا
20وأما الناموس فدخل لكي تكثر الخطية. ولكن حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدا
21حتى كما ملكت الخطية في الموت، هكذا تملك النعمة بالبر، للحياة الأبدية، بيسوع المسيح ربنا( رومية5: 17- 21)
دخلت الخطية إلى العالم بآدم الأول وصارت النعمة وخلاص البشرية بفداء آدم الأخير الذى هو الرب يسوع
الذى بلا خطية ولا عيب ،السيد المسيح فى لحظة موته الجسدى على الصليب والموت الجسدى
يعنى إنفصال الجسد عن الروح وبما أن المسيح يحمل فى جسده لاهوته الإلهى( طبيعته الإلهية كإبن الله الوحيد)
فقد ظل لاهوته الإلهي متحداً بكلا الجسد والروح كلا على حدة بعنى ظل لاهوته متحداً بالجسد فى القبر
فلم يفسد ولم يتحلل هذا الجسد الذى عادت إليه روح المسيح وقام به من الموت
وظل لاهوته متحداً بروحه الإنسانية التى ذهبت ليقبض عليها إبليس فى الجحيم مثل سائر الأرواح ..
ولكن هيهات ..!أنها روح ليست كسائر الأرواح البشرية
أنها روح إنسانية متحدة بلاهوته الله ذهب المسيح وكسر أبواب الجحيم
وأطلق جميع أرواح البشرية الصالحة منذ آدم وحتى آخر نبى من أنبياء العهد القديم
وهو القديس يوحنا المعمدان
وجميع الذين رقدوا على رجاء إتمام هذا الخلاص للبشرية أطلق المسيح أرواحهم
وصعد بهم ليفتح الفردوس لأول مرة فى تاريخ البشرية
والدليل أن المسيح وهو معلقاً على الصليب آمن به اللص اليمين على الصليب بأنه الرب المخلص
فقال له رب المجد يسوع (اليوم تكون معى فى الفردوس)
وهذه أول مرة يتكلم فيها المسيح عن هذا الفردوس وهو على الصليب
وما يؤكد هذه الحقيقة أن المسيح فى قيامته من الموت يذكر إنجيل متى
حادثة عظيمة حدثت ولأول مرة فى تاريخ البشرية
وهو قيامة كثيرين من الأنبياء والقديسين من الموت ودخولهم مدينة الملك العظيم أورشليم بعد قيامة المسيح
فيقول إنجيل ( متى 27: 52- 53)
52 والقبور تفتحت و قام كثير من اجساد القديسين الراقدين
53 وخرجوا من القبور بعد قيامته و دخلوا المدينة المقدسة
و ظهروا لكثيرين ليتم الفداء العظيم الذى طالما أنتظرته البشرية
وإنتقلت البشرية المبررة بدم المسيح من الجحيم إلى الفردوس
الذى هو مكان مؤقت تذهب إليه الأرواح المبررة بالنعمة بدم المسيح الفادي
وبعد القيامة تنتقل البشرية إلى ملكوت المسيح لتحيا معه للأبد
وطوبى لمن يحيا القيامة الأولى التى نحياها الآن
لأن الموت الروحى الثانى ليس له سلطان عليه كما يقول الإنجيل
(مبارك و مقدس من له نصيب في القيامة الاولى ،هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم)(رؤيا20: 6)
اترك تعليقًا