مـــدونـــة الأوهـــام الإســلامـــيــــة

{ فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا }يعقوب 20:5

غرائب كلمة عَسَى في القرآن

Posted by maryhana في 28/02/2011


غرائب كلمة عَسَى في القرآن


بقلم :أوريجانوس المصري


وردت كلمة ﴿ عَسَى ﴾ في المعاجم على أنها فعل يفيد الرجاء .

وقد وردت هذه الكلمة في القرآن في عدة مواضع ، قالها إله محمد ، وقالها أنبياء ، وقالها أفراد عاديين نذكر منها ما يلي :

1ـ ورد في النساء ﴿ فَقَاتِلْ [ يا محمد ] فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ .. وبما أن المسلم يعتقد أن كلام القرآن هو كلام الله نفسه ، فمن غير المعقول أن يتقبل العقل ورود هذه الكلمة على لسان الله [ الحقيقي ] .

2ـ برغم زعم محمد لقصة الإسراء والمعراج التي يريد بها أن يبين لأتباعه أنه يتمتع بمعاملة خاصة عند إلهه ، تجد هذا الإله يقول لمحمد في سورة الإسراء نفسها ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ [ بالقرآن ] نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ .. يعني مع أنك يا محمد تقرأ القرآن ليلاً طويلاً فمن الجائز – أو – لنا رجاء أن يبعثك إلهك المقام المحمود !! . وبما أن محمداً يدعي أن الله هو قائل هذه العبارة ، فيكون معناها هو أن إله محمد يقول : أرجو أن يبعثك الله مقاماً محموداً !!.. فكيف يرجو الله [ الحقيقي ] أو كيف يكون رجاء الله [ الحقيقي ] ؟ وممن يطلب الرجاء ؟ ألا يدل ذلك على أن إله محمد له إله آخر ؟

3ـ وورد في سورة مريم أن إبراهيم قال ﴿ أَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾ .. فهل يُعقل أن سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء وخليل الله ، هل يُعقل أن يشك ويرتاب في دعائه لله ؟

4ـ وورد في سورة التحريم أن إله القرآن قال لنساء محمد ﴿ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُن﴾ .. لاحظ أن العبارة قيلت على لسان وسيط بين محمد وبين إلهه ، فهو يكلم نساء محمد بضمير الغائب عن الله ، كأن يتوسط أحدهم لإصلاح خلاف بين زوجين ، فيقول للزوجة مثلاً [ أصلحي أمورك مع زوجك فربما والده يجعله يطلقك ويزوجه بأخرى ] . ومن غير المعقول أن يتجه الله [ الحقيقي ] لهؤلاء النسوة ويقول لهن هذه العبارة .

ويُصبح من المنطقي جداً أن يكون قائل هذه العبارات هو شخص كان يقوم بدور الإله ، لكنه لم يتقمص الشخصية كما ينبغي ، ونسى أن الله لا يرجو أحداً . ومما يؤكد أن كلمة ﴿ عَسَى ﴾ لا تُقال إلا على لسان الإنسان ، هو ما ورد في سورة يوسف ﴿ قال الذي اشتراه عَسَى أن ينفعنا ﴾ . فهذه الكلمة كقولك عن نفسك مثلاً [ عَسَى ألا أكون مخطئاً ] أو [ عَسَى أن أكون على صواب ] .

لكن الذين يرقعون للقرآن ويرتقون لمحمد قالوا : أن ﴿ عَسَى ﴾ تكون واجبة من الله ، أي إذا قالها الله فهي حتماً تكون نافذة وليست للرجاء ..

والرد على ذلك سيكون من ثمانية أوجه :ـ

الأول : أن اللغة لا تخلو من كلمات عديدة تعطي معنى التأكيد والوجوب .

الثـاني : إذا كان كلامكم صحيحاً فلماذا قال مؤكداً ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ ﴾ ولم يقل [ عَسَى الله ] ؟؟؟

الثـالث : بما أنكم ادعيتم أن القرآن نزل بلسان عربي مبين أفصح من أهل زمانه ، فكان عليه أن يستخدم كل كلمة في موضعها الصحيح كما استخدمها أهل ذلك الزمن ، فلا يستخدم كلمة مثل ﴿ عسى ﴾ وهي في لغة الناس والمعاجم تدل على الترجي والرجاء ، وقد جاءت في القرآن على لسان أشخاص لتفيد ذلك ، فكان يجب عليه اختيار كلمة تفيد التأكيد والوجوب لدى الناس ، بحيث لا تأتون أنتم في آخر الزمان وترقعون وتعطون للكلمة معاني ومدلولات لم تكن موجودة وقت تدوين القرآن وليست موجودة الآن .

الرابـع : هل الذي اشترى يوسف كان نبياً يكلمه الله لكي تكون كلمة عَسَى في حُكم التأكيد ؟

الخامس : إذا لم يكن قائل هذه العبارات هو شخص وبشر ، وإذا كان الله [ الحقيقي ] هو قائلها فلماذا لم يقل في عبارة الإسراء [عَسَى أن أبعثك ] ولا مجال هنا لإظهار الرقعة القائلة أنه من الالتفات إلى الغيب ، لأنها جملة من بضع كلمات فقط بحيث لا ينفع معها هذا الأسلوب ولا تتحمله ، لأنه أخل بالمعنى فعلاً وهذا واضح البيان للعيان والأذهان .

السادس: ورد في سورة البقرة ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ﴾ .. فإذا كانت كلمة عسى للتأكيد والوجوب كما ادعيتم ، فهل هي هنا أيضاً للتأكيد والوجوب ؟ هل كل من كره شيئاً يكون ذلك الكُره خيراً أكيداً له في كل الأحوال وجميع الحالات ؟ وهل كل من أحب شيئاً كان ذلك الحب شراً أكيداً له في كل الأحوال وجميع الحالات ؟

السابع : ورد في سورة ﴿ الحجرات يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ .. وجاء في تفسير ابن كثير : الْمُرَاد مِنْ ذَلِكَ اِحْتِقَارهمْ وَهَذَا حَرَام فَإِنَّهُ قَدْ يَكُون الْمُحْتَقَرُ أَعْظَمَ قَدْرًا عِنْد اللَّه مِنْ السَّاخِر مِنْهُ . لاحظوا كلمة ﴿ قَدْ ﴾ وهي بمعنى ربما التي تفيد عدم اليقين ، و ﴿ قد ﴾ تدخل على المضارع فتفيد الشك وعدم التأكيد ، فأين التأكيد والوجوب في هذه العبارة ؟؟

الثامن : الواجب توجيه معاني الكلمة إلى الأغلب الأشهر المعروف عند العرب ، إلا إذا كان لها معنى بخلاف ذلك مما يجب التسليم له من حجة الخبر أو العقل ، وحيث لم يثبت أن العرب استخدموا هذا الكلمة بمعنى الوجوب والتأكيد ، فلا محل لاختراع معاني متعسفة لا حجة خبر لها ولا يقبلها العقل .

ملحوظة 1 : ما بين هذين القوسين [ ] ليس من القرآن ولكنه للتوضيح .

ملحوظة 2 : الالتفات هو أن يكون كلام إله القرآن إلى محمد مباشرة كقوله ( اعرض عن المشركين ) .. أما الغيب فهو أن يكون كلام إله القرآن عن نفسه كأن شخصاً آخر يتكلم عنه كقوله ( ولو شاء الله ما أشركوا ) فيقولون أن قائلها هو الله ولكنه يتحدث عن نفسه بصيغة الغائب ‍‍!!! .

والله أدعو أن يأتي هذا العمل
المتواضع ثماره ويكون
سبب بركة وهداية
لكل من يقرأه
آمين

http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=87058

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

 
%d مدونون معجبون بهذه: