الله هو نفسه إله القمر بالدليل والبرهان
Posted by الرب معنا في 13/10/2010
هل كان الله هو الإله القمر؟
هل كان الله هو الإله القمر؟
يتميز الدين الاسلامي في عبادة إله يسمى ” الله” حصريا، على الرغم من ان القرآن استخدم اسماء إلهية اخرى.. اللاهوت الاسلامي يدعي ان الله ماقبل الاسلام كان هو نفسه الاله التوراتي الذي دعت اليه رسل اهل الكتاب . هل كان ” الله” هو إله توراتي ام انه إله وثني منحدر عن معبودات الوثنيين في الصحراء العربية ماقبل الاسلام؟

ان اصرار الاسلام على القول ان الله الاسلامي هو امتداد واستمرار لله التوراتي يملك اهمية عظمى في محاولة جعل الاسلام امتداد لما سبقه واستدراج اتباع الديانات السابقة ليصبحوا ” مسلمين” على إعتبار ان ” الله” هو استمرارية لإله المسيحيين واليهود ويقدم لهم اعترافا مجانيا بسماوية كتبهم، ليصبح رشوة منطقية لقبول الاسلام والاعتراف به كخطوة تالية في الديانة المسيحية واليهودية. ولكن، إذا كان الله هو إله وثني، موروث عن مايعبده الوثنيين فليس من الممكن الادعاء انه ذات إله اليهود والمسيحيين، ويصبح الانتماء الى الاسلام (على خلفية استمرار الالوهية) او التعاطي مع الاسلام بإعتباره حجة لهم (لكونه يعترف بهم) لاقيمة له من هذه الزاوية، بل وخاطئ ولربما ينطبق عليه التحذير اليسوعي الذي يقول: احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة (متى7 :15 ).
ان اصرار الاسلام على القول ان الله الاسلامي هو امتداد واستمرار لله التوراتي يملك اهمية عظمى في محاولة جعل الاسلام امتداد لما سبقه واستدراج اتباع الديانات السابقة ليصبحوا ” مسلمين” على إعتبار ان ” الله” هو استمرارية لإله المسيحيين واليهود ويقدم لهم اعترافا مجانيا بسماوية كتبهم، ليصبح رشوة منطقية لقبول الاسلام والاعتراف به كخطوة تالية في الديانة المسيحية واليهودية. ولكن، إذا كان الله هو إله وثني، موروث عن مايعبده الوثنيين فليس من الممكن الادعاء انه ذات إله اليهود والمسيحيين، ويصبح الانتماء الى الاسلام (على خلفية استمرار الالوهية) او التعاطي مع الاسلام بإعتباره حجة لهم (لكونه يعترف بهم) لاقيمة له من هذه الزاوية، بل وخاطئ ولربما ينطبق عليه التحذير اليسوعي الذي يقول: احترزوا من الانبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة (متى7 :15 ).
عمليا من الممكن الاستمرار في الادعاء الى المالانهاية، في حين ان الادلة الصلبة لايمكن الحصول عليها من مجرد الادعاءات وانما تتطلب الحفر وقراءة الاثار. هذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة اصل مضمون عبادة الله وهو مايعالجه الموضوع، في حين يمكن مراجعة كتاب ” تاريخ الله” للكاتب جورجي كنعان، لالقاء نظرة على موضوع اصل كلمة الله . المثير ان الادلة التاريخية التي سيجري عرضها تعطي مايكفي من الادلة التي لايوجد مايعارضها عن تاريخ جذور وتطور عبادة الله كإله وثني، إله الوثنيين القدماءفي مختلف انحاء الجزيرة العربية وحوض النهرين ، الله هو القمر المتزوج من الشمس والنجوم بناتهم.


الاركالوجيين عثروا على معابد لعبادة القمر في جميع انحاء الشرق الاوسط من جبال تركيا الى شواطئ النيل. لقد ظهر ان اكثر اعبادات انتشارا في حضارة هذه المنطقة هي عبادة إله القمر. في كتابات الحضارة السومرية الاولى وصلتنا الاف الالواح الطينية التي يصفون فيها عقيدتهم. من هذه الالواح نعلم انهم كانوا يعبدون إله القمر والذي كان يملك العديد من الاسماء (في ذلك الوقت كانت تعني صفات). اكثر الاسماء شيوعا كان نانا، سون، عظيم بابا (!) Nanna, Suen, Asimbabbar. هذا الاله كان يرمز له بالهلال. اعتمادا على الكم الكبير من الوثائق عن عبادة اله القمر لابد لنا من الاعتقاد ان هذه الديانة كانت هي الاوسع في سومر. الاشوريين والبابليين والاكدين اقتبسوا هذه الديانة وحرفوا اسم اله القمر سون الى سين, Sin, ليكون الاله المحبوب والرئيسي. (من المثير ان القرآن يقسم بتعبير ” ياسين” وكتب التفاسير تشير الى ان المقصود هو اسم إله (راجع الحاشية الرابعة)
في سوريا وكنعان القديمة كان يرمز للاله سين بهلال. مع الوقت اصبح يضاف القمر الكامل الى الهلال ليبقى الهلال ظاهران وليصبح اشارة الى جميع فترات ظهور القمر. الربة الشمس كانت زوجة الرب سين في حين كانت النجوم بنانتهم. مثلا كانت عشتار واحدة من بناتهم والاضاحي اليهم جرى تعدادها في الوثائق التي جرى العثور عليها في رأس شمرا. في وثائق اوغاريت نجد ان اله القمر كان يطلق عليه احيانا اسم كوسوه، Kusuh. في فارس ومصر نجد ان اله القمر كان يظهر بوضوح في المنحوتات الجدارية وعلى رأس الاصنام، حيث كان قاضي على الرجال وعلى الالهة.
العهد القديم كان على الدوام يؤكد على تحريم عبادة القمر. حذر الرب شعب إسرائيل فقال: ” لا ترفع عينك إلى السماء وتنظر الشمس و القمر والنجوم وكل جند السماء .. فتغتر وتسجد لها وتعبدها ”
( تثنية 4: 19) وفى 2( ملوك 21: 3-5) وفى (ارميا 8: 2) وأيضا فى ( أرميا 19: 13 ) وفى ( صفنيا 1: 5) (see: Deut. 4:19;17:3; II Kngs. 21:3,5; 23:5; Jer. 8:2; 19:13; Zeph. 1:5, etc.).
بمعنى انه عندما سقطت اسرائيل في عبادة آلهة الوثنيين كانت عبادة القمر هي المعنية، إذ انها هي العبادة الوثنية الشائعة. في القرآن نجد التحذير ذاته ” راجع الحاشية رقم سبعة”.
هذا الامر يؤكده كون الإله القمر شكلا شائعا في جميع اللقى التعبدية والطقسية القادمة من الحضارات القديمة، حيث نرى الشعوب القديمة ترسم صورة إلههم على الحلي والفخار ورسومات الحائط والتماثيل والاسطوانات واللوحات. في تل العبيد جرى العثور على رأس عجل من النحاس وعلى جبينه صورة هلال. من مدينة اور نجد لوحة Stela Ur-Nammu حيث تحتوي على قائمة بأسماء الالهة ويعلوها القمر على إعتبار ان إله القمر هو رئيس الالهة، بل ونجد خبز جرى تحضيره على شكل هلال تقديسا لإله القمر، في تل العبيد عثر على رأس ثور من النحاس على جبهته يظهر رسمة الهلال. حضارة اور كانت مرتبطة بالقمر الى درجة اننا نجد بعض الاسطوانات الطينية التي تطلق اسم نانا على إله القمر من تلك البدايات المبكرة.
الباحث المشهور Sir Leonard Woolley عثر على معبد عبادة القمر في اور، كما عثر على العديد من الدلائل التي تدل على عبادة القمر في اور ومعروضة في المتحف البريطاني. في الخمسينات جرى التنقيب عن معبد كبير لعبادة القمر في مدينة هازير Hazer الفلسطينية. إضافة الى ذلك جرى العثور على منحوتين احدهم لرجل وعلى صدره صورة هلال. الكتابة المرفقة بهم توضح انهم كانوا يعبدون القمر. العديد من المنحوتات الصغيرة جرى العثور عليها وكان يشار اليهم على انهم بنات القمر.
ولكن ماذا عن الجزيرة العربية؟
يشير البروفيسور Carleton Stevens Coon الى ان المسلمين لم يكن لديهم الرغبة في إبقاء اي اثر للديانات الوثنية القديمة، وسعوا بقوة لمحي كل اثر لها، ولم يبقى منها الا مالم يكن في متناول ايديهم. هذا الامر نجد له صدى في كتب التراث الاسلامي حيث يقول احد الاحاديث معترفا بشدة انتشار الاصنام حتى في منزل الرسول:
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة
أن جبريل عليه السلام جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فعرف صوته فقال ادخل فقال إن في البيت سترا في الحائط فيه تماثيل فاقطعوا رءوسها فاجعلوها بساطا أو وسائد فأوطئوه فإنا لا ندخل بيتا فيه تماثيل (مسند احمد 7733)
لسنوات عديدة كانت المملكة العربية السعودية ترفض البحث عن الاثار او التعاون في مجال الاثار وعلى الرغم ذلك نجد انه حتى آيات القرآن نفسها قدمت معاني تتطابق تماما مع المعطيات التاريخية التي بين ايدينا..
العهد القديم , Nabonidus (555-539 BC), يسرد لنا ان الملك الاخير لبابل قام ببناء تاياما في الجزيرة العربية لتصبح كعبة لعبادة القمر. ذكر سيغال: ” في جنوب الجزيرة العربية كانت الديانة الرئيسية على الدوام عبادة القمر، الاله القمر، بمختلف اشكاله”. الاسم القديم للاله القمر كان سين (نلاحظ ان عند المصريين ايضا كان اسمه سين)، ونرى انه بقي جزء من تسمية الصحراء ” سيناء”. عندما تخلت الشعوب المجاورة عن عبادة القمر بقى العرب في صحراءهم مخلصين لربهم على انه الاله الاكبر، اكبر الالهة واعظمها. وعلى الرغم من إمتلاكهم 360 إلها آخر، جميعهم لهم موقعهم في الكعبة نجد ان الله (القمر) بقي سيد الالهة واكبرهم. الكعبة كانت بيت الالهة، جميع الالهة، الامر الذي جعلها تجذب احترام جميع العرب على إعتبار ان كل منهم، مهما كان الرب الذي يعبده، سيجد ربه له موضعا في كعبة قريش، وهو امر كانت تفتقده بقية كعبات العرب وعدد ماوصل منها لعلمنا حوالي 22 كعبة. عام 1944 اشارت الباحثة G. Caton Thompson في كتابها الى العثور على معبدا لعبادة الإله القمر The Tombs and Moon Temple of Hureidha, ويقع في جنوب الجزيرة. في هذا المعبد كانت تنتشر صور القمر (الهلال) وليس اقل من 21 كتابة تذكر اسم سين، إضافة الى منحوتة اخرى يعتقد انها لله القمر نفسه . هذه الامر جرى تأكيده لاحقا من المزيد من الاركيولوجيين لاحقا.
الادلة تؤكد ان عبادة القمر كانت في كامل نشاطها في العصر المسيحي . والادلة المجموعة من شمال وجنوب الجزيرة العربية تدل على ان عبادة القمر كانت ايضا وبكل وضوح في قمة نشاطها حتى في فترة محمد، حيث كانت لاتزال هي الديانة الاوسع انتشارا. حسب العديد من الكتابات القديمة فإنه وعلى الرغم من ان ” سين” كان اسم إله القمر، الا ان اسمه كان يسبقه تعبير ” الاله” الامر الذي كان يعبر عن رفعة منزلته بين الالهة، وكانوا يرفعونه الى رتبة رب الارباب، وهو الامر الذي لازال موجودا انعكاسه حتى اليوم في تعبير ” الله اكبر”. وتعبير ” اقرآ وربك الاكرم”، وتعبير “احسن الخالقين” وهي تعابير تفاضل بين الله وبقية الالهة التي لاترقى الى مستوى الاله الاب. وكما اشار الباحث Coon فأن “ايله او إله” كانت احدى المراحل في الطريق الى اسم الله الاسلامي الحالي. ” الاله القمر كان يطلق عليه ” ال إله” ليجري دمجه واختصاره لاحقا الى تعبير واحد ” الله” وهو امر جرى قبل قدوم الاسلام”. والوثنيين العرب اطلقوا اسم الله على ابناءهم، تماما كما كان الامر مع اسم والد محمد ” عبد الله”، على الرغم من ان الله ليس اسما من اسماء اهل الكتاب وبالتالي ليس منحدرا عن مصدر سماوي، ومع ذلك كان متتداولا بين وثنيي الجزيرة مما يدل على انه اسم من اسماء آلهة الوثنيين وحدهم. هذه الامر يرجح انه كان الاسم الذي يطلق على القمر في عهد محمد، على إعتباره رب الارباب او المشار اليه بأنه “الاكبر”. يؤكد Coon على انه في عهد محمد وتحت رعايته اصبح الله شخصية منفصلة عن القمر واصبح التعريف ال جزء لايتجزء من كامل اسمه ليصبح لاينفصل عن اسمه السابق إله والذي كان مخصصا للقمر سين، هنا اصبح اسما لخالق اعظم منتزعاً عنه صفاته الاسبق. .
هذه الوقائع تجيب على سؤال: لماذا لم يحتاج القرآن الى تقديم تعريف لله ابداً؟
لماذا انطلق محمد من بديهية ان العرب الوثنيين يعرفون من هو الله الذي يعنيه؟
ولماذا كان العرب الوثنيين هم الذين يعرفون الله في حين ان ابناء الرسالات السماوية لايعرفونه في كتبهم؟
محمد رفع من شأن الإله القمر الوثني تماما كما العرب الوثنيين، ولكنه تجاوز الوثنيين بخطوة. في الوقت الذي كان العرب يقدسون الله على انه الاكبر بين الارباب، اشار محمد الى انه ليس فقط الاله الاكبر والاكرم والاحسن ولكنه ايضا الاوحد. بمعنى اخر كان يقول لهم:” لازال الله الذي تعبدون هو الهنا الاكبر، ولكني استبعد فقط زوجته وبناته وبقية الالهة من العبادة، وهو امر يدل على انه ابقى لهم احد الهتهم التي يعرفونها ، إلههم الاكبر بين بقية الالهة المعلومة لهم، الإله القمر الذي يعرفوه جيدا، معترفا بأن ” الله اكبر” من البقية، ولكن هذا الاله ليس إله اهل الكتاب”. منه نتفهم كيف ان الله يوصف في الاسلام ليس بالله الكبير وانما الاكبر ( الله اكبر)، والاحسن “فتبارك الله احسن الخالقين” والاكرم ” اقرآ وربك الاكرم ” ويقول (وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (29) . مثل هذا التفاضل لايمكن الا ان يكون بين آلهة، وبالتالي على خلفية تعدد الالهة السابقة، ليصبح الله افضلهم، في مسيار محاولة اقناع الناس المتعددي الالهة. بل ان القرآن يقدم لنا آية مفاضلة مباشرة بين الله وبعل، فيقول: ” آتدعون بعل وتذرون احسن الخالقين” (الصافات 125). وبعل هو الاله الذي عبده الفينيقيين وكان الاله الشمس (الاب)، على عكس مفهوم العرب الذي كانوا يعتبرون الشمس زوجة الاله القمر، وبالتالي فالاله الفينيقي كان منافسا قويا ، منذ الاصطدام بين ديانة الفينيقيين وبين الوهيم العبرانيين، ولهذا لم يمكن استيعابه ضمن اسماء الله الحسنى كما جرى الامر مع اسماء آلهة وثنية اخرى مثل إيل (إلا) وسين والرب واللهم والرحمن (الرحمن كان اله اليمن ولم يكن يعرفه العرب، وهو ربة الخصب، إذ كانت الكلمة تنقسم الى ” رحم آن”، واندمجت لاحقا. راجع الحاشية رقم عشرة). يحاول البعض تتدارك هذا الامر من خلال الادعاء بأن القضية هي مقارنة بين خلق الله وخلق الانسان، وهنا يشيرون الى الانجازات الحديثة للانسان، متناسين ان الامر لم يختلف كثيرا عن الاول، بل ويتضمن إهانة اكبر لله، من حيث ان العظيم لايمكن مقارنته بالمهين، الاعلى لايمكن مقارنته بالادنى الا في معرض الاستهزاء. مثلا عندما نقول ان الاستاذ احسن من تلاميذه فهذا يكون في معرض الاهانة للاستاذ، في حين ان نقول انه افضل واحسن واكرم من بقية زملائه الاساتذة فهذا يكون في معرض المديح، وهي المقارنة الوحيدة الممكنة، فالمقارنة تكون من جنس المُقارن. من هنا لايمكن ان تكون مقارنة لله مع البشر الا في معرض الذم وهو امر لايجوز حكما. ومن المعلوم ان الوثنيين العرب لم يتهموا محمد بانه يطالبهم بعبادة اله من خارج منظومة الالهة التي يعبدونها، في حين انهم لم يعبدوا إله اهل الكتاب. على هذه الخلفية يكون محمد قد حاول كسب الطرفين. من جهة قال للوثنيين انه لازال يؤمن بربهم إله القمر، في حين انه يقول لليهود والنصارى ان الله هو ربهم ايضا. غير ان النصارى واليهود لم يقنعهم هذا المنطق ورفضوا مثل هذه الالتفافات واعتبروا الله إلها مزورا.
الكندي، وهو احد المسيحيين في العهد الاسلامي، انتبه الى هذه المسألة حيث اشار الى ان الله الاسلامي ليس مصدره الكتب السماوية لاهل الكتاب وانما جاء عن طريق الوثنيين السبأيين القادمين من اليمن. بناء على ذلك تكون طقوس المسلمين موجهة ليس الى اله اهل الكتاب وانما الى إله القمر، ابو اللات والعزة ومناة. يكتب الدكتور نيومان في كتابه:” لقد ظهر ان الاسلام دين منفصل، نمى مباشرة عن عبادة القمر”. يقول قيصر فرح:” لهذا السبب لايوجد اي سبب لقبول فكرة ان الله الاسلامي قد جاء للمسلمين عن طريق النصارى واليهود”. العرب عبدوا إله القمر على انه رب الارباب، ولكن هذا الرب لم يكن رب اليهود. وفي الوقت الذي كان هذا الاله هو الاعظم كان لايزال واحد من عشرات في مملكة الالهة التي جرى تصويرها على شاكلة ممالك الانسان. ولذلك فعندما يقوم الانسان بعبادة القمر بإعتباره الاله الاكبر والاكرم والاحسن تنعدم الامكانية للعودة الى القول ان هذا الاله ليس اله وثني قبل الاسلام لمجرد انهم كانوا يعتبرونه الاكبر بين آلهتهم المتعددة. على العكس نجد ان الاسلام، وعلى الرغم من اعتباره ان الاله القمر هو الاله الاوحد الا انه ابقى على مملكة هذا الاله، تماما على صورتها القديمة التي يسوقها الوثنيين الاوائل، فتظهر لنا وثنية على شاكلة ممالك الانسان، وليبقى العديل الوحيد هو الغاء تعدد مراكز السلطة في هذه المملكة حتى لاتختلف الالهة على العرش،الذي عليه استوى، تماما على ذات نمط ممالك الرومان والفرس المركزية، وبذات العقلية التي كانت لملوك ذلك العصر، حيث الله يستخدم ذات الطرق البيروقراطية وله ذات الاهداف : السعي للسلطة والتسلط والمحافظة على العرش وابقاء الرعية عبيدا..
هل يصبح بعد ذلك من الغريب ان نفهم لماذا يكون شعار الاسلام والمسلمين الذي يرتفع على منارات المساجد هو الهلال تحديدا؟
لماذا يكون مقبولا ان الاله الهلال يرفرف على اعلام الدول الاسلامية واحيانا الى جانبه احدى بناته من النجوم؟
لماذا يكون التقويم الاسلامي قمري، والطقوس المقدسة اعتمادا على القمر؟
الخلاصة
من هنا نرى ان العرب الوثنيين كانوا يعبدون الإله القمر (الله)، من خلال الدعاء اليه موجهين وجههم الى الكعبة، وبالحج السنوي والدوران حول الكعبة. وتقبيل الحجر الاسود وتقديسه والتضحية الى الله وقذف الجمرات والصيام شهر رمضان وتحريم الحرب في الاشهر الحرم وتقديم الصدقات الى الفقراء. هذه الطقوس ابقاها الاسلام من عبادة الاله القمر، وابقى اسم الاله الذي تتوجه الطقوس اليه. بهذا يكون الاسلام عبارة عن إعادة بناء الموروث الميثالوجي وتقديمه بصورة جديدة. القول انه امتداد لدين اهل الكتاب، امر لاتدعمه الوقائع، على الرغم من ان عملية إعادة البناء استفادت من معتقدات اهل الكتاب (بما فيهم الزرادشتية والصابئة) وورثت عنهم بضعة من اساطيرهم، غير انه كان عملية احياء رائعة للتراث التاريخي الوثني للعرب، من اجل صهر مكوناته للاستفادة منه في ولادة الامة الجديدة، وإبرازه بصورة مقبولة وقادرة على منافسة ديانات القوى العظمى..
حاشية اولى
هناك العديد من الدلائل الاخرى على بقاء اثار التعدد في الديانة الاسلامية، احد هذه الدلائل هو تعبير ” بسم الله الرحمن الرحيم”، وهو امر سيثير الاستغراب لدى العديدين. رسائل البطاركة الانطاكيين السريانيين تبدأ بهذه البسملة قبل الاسلام بستمئة عام. غير انهم يكتبونها بتغييرات طفيفة حيث تكون بالسريانية بالتعبير التالي: ” بشم ألوهة رحمانو رحيمو”.
وترجمتها من السريانية الى العربية تعطي معاني مختلفة. بشم هي ذاتها بسم، حيث تكون السين شين في السريانية. غير ان ألوهة هي اسم الاله العبري وتقترب من التعبير العربي اللهم.
رحمانو؟ رحمو تعني بيت الرحم او رحم المراة وتشير الى التجسد كما قال يوحنا في انجيله ” وصارت الكلمة جسدا” في حين ان النون هي حرف التعريف في اليمن.
رحيمو هو الروح القدس.
فهل تكون ” بسم الله الرحمن الرحيم” هي ذاتها التي تستخدم لتمجيد الثالوث المقدس لدى المسيحيين!!. في ذات الوقت كان الرحمن هو اله اليمن ” رحمن اليمامة” وهي كلمة عبرانية كما قال الرازي في حين ان الرحيم عربية.
حاشية ثانية
العرب لم يكونوا يعرفون البسملة الإسلامية – ولكنهم كانوا بعرفون اللهم وهو أقرب إسم إلى إيلوهيم – وقد وافقهم محمد على عاداتهم إذ جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري : ذكره أنس عن النبي ص
وْله : ( فَلَمَّا كُتِبَ الْكِتَاب ) كَذَا هُوَ بِضَمِّ الْكَاف مِنْ كُتِبَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ , وَلِلْأَكْثَرِ كَتَبُوا بِصِيغَةِ الْجَمْع , وَتَقَدَّمَ فِي الْجِزْيَةِ مِنْ طَرِيق يُوسُف بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي إِسْحَاق بِلَفْظِ ” فَأَخَذَ يَكْتُب بَيْنَهُمْ الشَّرْطَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ” وَفِي رِوَايَة شُعْبَة ” كَتَبَ عَلِيّ بَيْنهمْ كِتَابًا ” وَفِي حَدِيث الْمِسْوَر ” قَالَ فَدَعَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَاتِب فَقَالَ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ سُهَيْل . أَمَّا الرَّحْمَن فَوَاَللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ , وَلَكِنْ اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ كَمَا كُنْت تَكْتُب , فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ لَا نَكْتُبهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ ” وَنَحْوه فِي حَدِيث أَنَس بِاخْتِصَارِ وَلَفْظه ” أَنَّ قُرَيْشًا صَالَحُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ سُهَيْل بْن عَمْرو , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ سُهَيْل : مَا نَدْرِي مَا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , وَلَكِنْ اُكْتُبْ مَا نَعْرِف : بِاسْمِك اللَّهُمَّ ” وَلِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّلٍ ” فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَأَمْسَكَ سُهَيْل بِيَدِهِ فَقَالَ : اُكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِف , فَقَالَ : اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ , فَكَتَبَ ” .
حاشية ثالثة
في اليهودية اسم من يجب عبادته هو يهوَه (***1497;***1456;***1492;***1465;***1493;***1464;***1492; لكنها تقرؤ أدوناي، هاشِم بالعبرانية الحديثة؛ أدونوي، هاشِيْم بالأشكنزية و
شيما بالسامرية). تقول ترجمة العالم الجديد في اشعياء 8:42: «انا يهوَه. هذا اسمي». وذكر هذا الاسم أول مرة في الكتاب المقدس في (سفر الخروج-الإصحاح الثالث )<15وَقَالَ \للهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا \سْمِي إِلَى \لأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ> وترجمة الكلمة تعني( يسبِّب أن يصير).
حاشية رابعة
وفي هذا الصدد نرى ان القرآن قد ذكر كلمة ” يسن” وقد اختلفوا في تفسيرها ولكن احد تفسيراتها تتكلم عن كونها اسم إله، الامر الذي يربطها مباشرة بالإله سين (إله القمر) وهو امر (مهما كانت درجة صحته) تدل على معرفة عرب عصر محمد بهذا الاحتمال، مما يجعل القرآن ممتلئ بالمصادفات التي تتوافق مع الديانات الوثنية القديمة..
في تفسير القرطبي عن آية ياسين يقول:
… قرأ أهل المدينة والكسائي “يس والقرآن الحكيم” بإدغام النون في الواو. وقرأ أبو عمرو والأعمش وحمزة “يس” بإظهار النون. وقرأ عيسى بن عمر “يسن” بنصب النون. وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحق ونصر بن عاصم “يسن” بالكسر. وقرأ هارون الأعور ومحمد بن السميقع “يسن” بضم النون; فهذه خمس قراءات. ..
وقال أبو بكر الوراق: معناه يا سيد البشر. وقيل: إنه اسم من أسماء الله; قال مالك. روى عنه أشهب قال: سألته هل ينبغي لأحد أن يتسمى بياسين؟ قال: ما أراه ينبغي لقول الله: “يس والقرآن الحكيم” يقول هذا اسمي يس. قال ابن العربي هذا كلام بديع, وذلك أن العبد يجـوز له أن يتسمى باسم الرب إذا كان فيه معنى منه; كقوله: عالم وقادر ومريد ومتكلم. وإنما منع مالك من التسمية بـ “يسين”; لأنه اسم من أسماء الله لا يدرى معناه; فربما كان معناه ينفرد به الرب فلا يجوز أن يقدم عليه العبد. فإن قيل فقد قال الله تعالى: “سلام على إل ياسين” [الصافات: 130] قلنا: ذلك مكتوب بهجاء فتجوز التسمية به, وهذا الذي ليس بمتهجى هو الذي تكلم مالك عليه; لما فيه من الإشكال; والله أعلم. … وقال الشعبي: هو بلغة طي. الحسن: بلغة كلب. الكلبي: هو بالسريانية فتكلمت به العرب فصار من لغتهم. وقد مضى هذا المعنى في [طه] وفي مقدمة الكتاب مستوفى….
وفي تفسير ابن كثير نجد الى جانب اجتهادات اخرى الاجتهاد التالي:
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة والضحاك والحسن وسفيان بن عيينة أن يس بمعنى يا إنسان وقال سعيد بن جبير هو كذلك في لغة الحبشة وقال مالك عن زيد بن أسلم هو اسم من أسماء الله تعالى.
حاشية سادسة
{أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى}. النجم. 26 وهي آية تشير الى احتجاج الله على نسب البنات (وحدهن) اليه، في حين كانت اللات والعزة ومناة تنسب تاريخيا الى إله القمر وربة الشمس، وهو ينفي عن نفسه اتخاذه زوجة (مؤنثة تحديدا) واولاد فيقول: (الجن،3) وأنه تعالى جد ربنا ماأتخذ صاحبة ولا ولداً وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا. ويؤكد ذلك في مرات فيقول متسائلا ( من جديد على لسان شخص ثالث(!)): :”(الانعام، 151) ….انى له ولد ولم تكن له صاحبة… مما يجعله يمثل دور الذكر الذي لعبه إله القمر.
حاشية سابعة
في القرآن نجد آيات تحريم عبادة الشمس والقمر يقول القرآن: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }فصلت37 وهو امر يؤكد وجود تآليه القمر والشمس. مما يدل على ان الاسلام اكتفى بفك الارتباط بين القمر واسم الله وأعاد تركيب مفهوم الله.
حاشية سابعة
وتفسير آية ( وانه هو رب الشعرى) في القرطبي تظهر بوضوح عبادة العرب للنجوم. ويحاول القرآن التنبيه الى ان الله إلها بذاته لاعلاقة له بالنجوم، وان النجوم مجرد عبيد لله ، يسجدون لله مثلهم مثل الانسان وليست آلهة الى جانبه او بناته او انه إلها ذو طبيعة مثلهم، كما كان يعتقد العرب، إذن القول بسجود النجوم والشمس والقمر هو برهان القرآن على ان الله هو الاله، وانه إله مستقل عن الاجسام السماوية. وزيادة في التأكيد اضاف القرآن سجود الاشجار الى سجود النجوم حتى يكون البرهان اكثر اقناعا.. والنجم والشجر يسجدان (الرحمن 6) وفي تفسير رب الشعرى يقول الطبري: ” الشعرى الكوكب المضيء الذي يطلع بعد الجوزاء ، وطلوعه في شدة الحر ، وهما الشعريان العبور التي في الج وزاء والشعرى الغميصاء التي في الذراع ; وتزعم العرب أنهما أختا سهيل .وإنما ذكر أنه رب الشعرى وإن كان ربا لغيره ; لأن العرب كانت تعبده ; فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب ليس برب . واختلف فيمن كان يعبده ; فقال السدي : كانت تعبده حمير وخزاعة . وقال غيره : أول من عبده أبو كبشة أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمهاته ، ولذلك كان مشركو قريش يسمون النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة حين دعا إلى الله وخالف أديانهم ; وقالوا : ما لقينا من ابن أبي كبشة !
وقال أبو سفيان يوم الفتح وقد وقف في بعض المضايق وعساكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر عليه : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة . وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم ، قال الشاعر :
مضى أيلول وارتفع الحرور وأخبت نارها الشعرى العبور
وقيل : إن العرب تقول في خرافاتها : إن سهيلا والشعرى كانا زوجين ، فانحدر سهيل فصار يمانيا ، فاتبعته الشعرى العبور فعبرت المجرة فسميت العبور ، وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت عيناها فسميت غميصاء لأنها أخفى من الأخرى” .
في تفسير ابن كثير يقول: قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد وغيرهم هو هذا النجم الوقاد الذي يقال له ” مرزم الجوزاء” كانت طائفة من العرب يعبدونه.
حاشية ثامنة
على الرغم من سعي الرسول الحثيث لفصل الله عن الاجرام السماوية، الا ان عبادة القمر والشمس بقيت مؤثرة على الرسول نفسه. جاء في صحيح مسلم، كتاب الكسوف، باب ماعرض على النبي( ص) في صلاة الكسوف: (كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففزع فأخطأ بدرع حتى ادرك بردائه بعد ذلك) ويعني ذلك انه لشدة سرعته اراد ان يأخذ ردائه فأخذ درع بعض اهل البيت سهوا ، حسب النووي في محاولة لتبرير الامر، في كتاب شرح صحيح مسلم للنووي. وإعتمادا على هذه الاحاديث يوصي علماء المسلمين بضرورة ” الخوف من الخسوف والكسوف” ليكون المسلم على سنة رسوله. ويستعرض بن عثيمين في احد اجاباته العديد من الاثار النبوية في شأن خوف النبي من ظاهرة الخسوف والكسوف فيقول: قال حين كسفت الشمس فيما ثبت عنه في الصحيحين وغيرهما: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وأنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئاً فصلوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم“، وفي حديث آخر عند البخاري: “هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى ودعائه واستغفاره“، وفي حديث آخر: “فافزعوا إلى الصلاة“، وفي حديث آخر: “فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا“، وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس، فهذه سبعة أشياء أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها عند الكسوف وكلها ثابتة في صحيح البخاري وهي:
1 – الصلاة.
2 – الدعاء.
3 – الاستغفار.
4 – التكبير.
5 – الذكر.
6 – الصدقة.
7 – العتق.
وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً، وعرض عليه في مقامه ما قال عنه: “ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور“، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر.
ولقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف على وجه لا نظير له في كيفيته وطوله، وكل هذا يدل على أهمية شأن الكسوف من الناحية الشرعية، وأن هناك سبباً لحدوثه لا تدركه العقول، ولا يحيط به الحساب وهو تخويف الله تعالى عباده، ليحدثوا توبة إليه ورجوعاً إلى طاعته.
حاشية تاسعة
جاء في كتاب الشيخ خليل عبد الكريم (الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية، سينا للنشر، ط 2، ص21): “على الرغم من وجود إحدى وعشرين كعبة ـ قبل الإسلام ـ في جزيرة العرب فإن القبائل العربية قاطبة أجمعت على تقديس (كعبة مكة) وحرصت اشد الحرص على الحج إليها، يستوي في ذلك من القبائل من كانت لديه كعبة خاصة مثل غطفان أم لا… بل أن الأخبار وردت أن عدداً من القبائل انتشرت بين أبنائها اليهودية والنصرانية ومع ذلك كانت تشارك في موسم الحج، ومن شدة تقديسهم الكعبة أن الرجل منهم كان يرى قاتل أبيه في البيت الحرام فلا يمسه بسوء..”.
حاشية عاشرة
قوله تعالى {قُلِ اِدعوا اللهَ أَو اِدعوا الرَحمَنَ} الآية، 110. قال ابن عباس: تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة بمكة فجعل يقول في سجوده: يا رحمن يا رحيم فقال المشركون: كان محمد يدعو إلهاً واحداً فهو الآن يدعو إلهين اثنين الله والرحمن ما نعرف الرحمن إلا رحمن وقال ميمون بن مهران: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب في أول ما يوحى إليه: باسمك اللهم حتى نزلت هذه الآية {إِنَّهُ مِن سُلَيمانَ وَإِنَّهُ بِسمِ اللهِ الرَحمَنِ الرَحيمِ} فكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال مشركو العرب: هذا الرحيم نعرفه فما الرحمن فأنزل الله تعالى هذه الآية. وقال الضحاك: قال أهل التفسير: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لتقل ذكر الرحمن وقد أكثر الله في التوراة هذا الاسم فأنزل الله تعالى هذه الآية. اسباب النزول ، سورة النحل




هناك العديد من الدلائل الاخرى على بقاء اثار التعدد في الديانة الاسلامية، احد هذه الدلائل هو تعبير ” بسم الله الرحمن الرحيم”، وهو امر سيثير الاستغراب لدى العديدين. رسائل البطاركة الانطاكيين السريانيين تبدأ بهذه البسملة قبل الاسلام بستمئة عام. غير انهم يكتبونها بتغييرات طفيفة حيث تكون بالسريانية بالتعبير التالي: ” بشم ألوهة رحمانو رحيمو”.
وترجمتها من السريانية الى العربية تعطي معاني مختلفة. بشم هي ذاتها بسم، حيث تكون السين شين في السريانية. غير ان ألوهة هي اسم الاله العبري وتقترب من التعبير العربي اللهم.
رحمانو؟ رحمو تعني بيت الرحم او رحم المراة وتشير الى التجسد كما قال يوحنا في انجيله ” وصارت الكلمة جسدا” في حين ان النون هي حرف التعريف في اليمن.
رحيمو هو الروح القدس.
فهل تكون ” بسم الله الرحمن الرحيم” هي ذاتها التي تستخدم لتمجيد الثالوث المقدس لدى المسيحيين!!. في ذات الوقت كان الرحمن هو اله اليمن ” رحمن اليمامة” وهي كلمة عبرانية كما قال الرازي في حين ان الرحيم عربية.
العرب لم يكونوا يعرفون البسملة الإسلامية – ولكنهم كانوا بعرفون اللهم وهو أقرب إسم إلى إيلوهيم – وقد وافقهم محمد على عاداتهم إذ جاء في فتح الباري بشرح صحيح البخاري : ذكره أنس عن النبي ص
وْله : ( فَلَمَّا كُتِبَ الْكِتَاب ) كَذَا هُوَ بِضَمِّ الْكَاف مِنْ كُتِبَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ , وَلِلْأَكْثَرِ كَتَبُوا بِصِيغَةِ الْجَمْع , وَتَقَدَّمَ فِي الْجِزْيَةِ مِنْ طَرِيق يُوسُف بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي إِسْحَاق بِلَفْظِ ” فَأَخَذَ يَكْتُب بَيْنَهُمْ الشَّرْطَ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ” وَفِي رِوَايَة شُعْبَة ” كَتَبَ عَلِيّ بَيْنهمْ كِتَابًا ” وَفِي حَدِيث الْمِسْوَر ” قَالَ فَدَعَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَاتِب فَقَالَ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ سُهَيْل . أَمَّا الرَّحْمَن فَوَاَللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هُوَ , وَلَكِنْ اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ كَمَا كُنْت تَكْتُب , فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ لَا نَكْتُبهَا إِلَّا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ ” وَنَحْوه فِي حَدِيث أَنَس بِاخْتِصَارِ وَلَفْظه ” أَنَّ قُرَيْشًا صَالَحُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ سُهَيْل بْن عَمْرو , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَقَالَ سُهَيْل : مَا نَدْرِي مَا بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , وَلَكِنْ اُكْتُبْ مَا نَعْرِف : بِاسْمِك اللَّهُمَّ ” وَلِلْحَاكِمِ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّلٍ ” فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اُكْتُبْ بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم , فَأَمْسَكَ سُهَيْل بِيَدِهِ فَقَالَ : اُكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِف , فَقَالَ : اُكْتُبْ بِاسْمِك اللَّهُمَّ , فَكَتَبَ ” .
في اليهودية اسم من يجب عبادته هو يهوَه (***1497;***1456;***1492;***1465;***1493;***1464;***1492; لكنها تقرؤ أدوناي، هاشِم بالعبرانية الحديثة؛ أدونوي، هاشِيْم بالأشكنزية و
وفي هذا الصدد نرى ان القرآن قد ذكر كلمة ” يسن” وقد اختلفوا في تفسيرها ولكن احد تفسيراتها تتكلم عن كونها اسم إله، الامر الذي يربطها مباشرة بالإله سين (إله القمر) وهو امر (مهما كانت درجة صحته) تدل على معرفة عرب عصر محمد بهذا الاحتمال، مما يجعل القرآن ممتلئ بالمصادفات التي تتوافق مع الديانات الوثنية القديمة..
في تفسير القرطبي عن آية ياسين يقول:
… قرأ أهل المدينة والكسائي “يس والقرآن الحكيم” بإدغام النون في الواو. وقرأ أبو عمرو والأعمش وحمزة “يس” بإظهار النون. وقرأ عيسى بن عمر “يسن” بنصب النون. وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحق ونصر بن عاصم “يسن” بالكسر. وقرأ هارون الأعور ومحمد بن السميقع “يسن” بضم النون; فهذه خمس قراءات. ..
وقال أبو بكر الوراق: معناه يا سيد البشر. وقيل: إنه اسم من أسماء الله; قال مالك. روى عنه أشهب قال: سألته هل ينبغي لأحد أن يتسمى بياسين؟ قال: ما أراه ينبغي لقول الله: “يس والقرآن الحكيم” يقول هذا اسمي يس. قال ابن العربي هذا كلام بديع, وذلك أن العبد يجـوز له أن يتسمى باسم الرب إذا كان فيه معنى منه; كقوله: عالم وقادر ومريد ومتكلم. وإنما منع مالك من التسمية بـ “يسين”; لأنه اسم من أسماء الله لا يدرى معناه; فربما كان معناه ينفرد به الرب فلا يجوز أن يقدم عليه العبد. فإن قيل فقد قال الله تعالى: “سلام على إل ياسين” [الصافات: 130] قلنا: ذلك مكتوب بهجاء فتجوز التسمية به, وهذا الذي ليس بمتهجى هو الذي تكلم مالك عليه; لما فيه من الإشكال; والله أعلم. … وقال الشعبي: هو بلغة طي. الحسن: بلغة كلب. الكلبي: هو بالسريانية فتكلمت به العرب فصار من لغتهم. وقد مضى هذا المعنى في [طه] وفي مقدمة الكتاب مستوفى….
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة والضحاك والحسن وسفيان بن عيينة أن يس بمعنى يا إنسان وقال سعيد بن جبير هو كذلك في لغة الحبشة وقال مالك عن زيد بن أسلم هو اسم من أسماء الله تعالى.
{أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا قسمة ضيزى}. النجم. 26 وهي آية تشير الى احتجاج الله على نسب البنات (وحدهن) اليه، في حين كانت اللات والعزة ومناة تنسب تاريخيا الى إله القمر وربة الشمس، وهو ينفي عن نفسه اتخاذه زوجة (مؤنثة تحديدا) واولاد فيقول: (الجن،3) وأنه تعالى جد ربنا ماأتخذ صاحبة ولا ولداً وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا. ويؤكد ذلك في مرات فيقول متسائلا ( من جديد على لسان شخص ثالث(!)): :”(الانعام، 151) ….انى له ولد ولم تكن له صاحبة… مما يجعله يمثل دور الذكر الذي لعبه إله القمر.
في القرآن نجد آيات تحريم عبادة الشمس والقمر يقول القرآن: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }فصلت37 وهو امر يؤكد وجود تآليه القمر والشمس. مما يدل على ان الاسلام اكتفى بفك الارتباط بين القمر واسم الله وأعاد تركيب مفهوم الله.
وتفسير آية ( وانه هو رب الشعرى) في القرطبي تظهر بوضوح عبادة العرب للنجوم. ويحاول القرآن التنبيه الى ان الله إلها بذاته لاعلاقة له بالنجوم، وان النجوم مجرد عبيد لله ، يسجدون لله مثلهم مثل الانسان وليست آلهة الى جانبه او بناته او انه إلها ذو طبيعة مثلهم، كما كان يعتقد العرب، إذن القول بسجود النجوم والشمس والقمر هو برهان القرآن على ان الله هو الاله، وانه إله مستقل عن الاجسام السماوية. وزيادة في التأكيد اضاف القرآن سجود الاشجار الى سجود النجوم حتى يكون البرهان اكثر اقناعا.. والنجم والشجر يسجدان (الرحمن 6) وفي تفسير رب الشعرى يقول الطبري: ” الشعرى الكوكب المضيء الذي يطلع بعد الجوزاء ، وطلوعه في شدة الحر ، وهما الشعريان العبور التي في الج وزاء والشعرى الغميصاء التي في الذراع ; وتزعم العرب أنهما أختا سهيل .وإنما ذكر أنه رب الشعرى وإن كان ربا لغيره ; لأن العرب كانت تعبده ; فأعلمهم الله جل وعز أن الشعرى مربوب ليس برب . واختلف فيمن كان يعبده ; فقال السدي : كانت تعبده حمير وخزاعة . وقال غيره : أول من عبده أبو كبشة أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمهاته ، ولذلك كان مشركو قريش يسمون النبي صلى الله عليه وسلم ابن أبي كبشة حين دعا إلى الله وخالف أديانهم ; وقالوا : ما لقينا من ابن أبي كبشة !
وقال أبو سفيان يوم الفتح وقد وقف في بعض المضايق وعساكر رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر عليه : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة . وقد كان من لا يعبد الشعرى من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم ، قال الشاعر :
مضى أيلول وارتفع الحرور وأخبت نارها الشعرى العبور
وقيل : إن العرب تقول في خرافاتها : إن سهيلا والشعرى كانا زوجين ، فانحدر سهيل فصار يمانيا ، فاتبعته الشعرى العبور فعبرت المجرة فسميت العبور ، وأقامت الغميصاء فبكت لفقد سهيل حتى غمصت عيناها فسميت غميصاء لأنها أخفى من الأخرى” .
على الرغم من سعي الرسول الحثيث لفصل الله عن الاجرام السماوية، الا ان عبادة القمر والشمس بقيت مؤثرة على الرسول نفسه. جاء في صحيح مسلم، كتاب الكسوف، باب ماعرض على النبي( ص) في صلاة الكسوف: (كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففزع فأخطأ بدرع حتى ادرك بردائه بعد ذلك) ويعني ذلك انه لشدة سرعته اراد ان يأخذ ردائه فأخذ درع بعض اهل البيت سهوا ، حسب النووي في محاولة لتبرير الامر، في كتاب شرح صحيح مسلم للنووي. وإعتمادا على هذه الاحاديث يوصي علماء المسلمين بضرورة ” الخوف من الخسوف والكسوف” ليكون المسلم على سنة رسوله. ويستعرض بن عثيمين في احد اجاباته العديد من الاثار النبوية في شأن خوف النبي من ظاهرة الخسوف والكسوف فيقول: قال حين كسفت الشمس فيما ثبت عنه في الصحيحين وغيرهما: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، وأنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئاً فصلوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم“، وفي حديث آخر عند البخاري: “هذه الآيات التي يرسلها الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى ودعائه واستغفاره“، وفي حديث آخر: “فافزعوا إلى الصلاة“، وفي حديث آخر: “فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا“، وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس، فهذه سبعة أشياء أمر النبي صلى الله عليه وسلم بها عند الكسوف وكلها ثابتة في صحيح البخاري وهي:
1 – الصلاة.
2 – الدعاء.
3 – الاستغفار.
4 – التكبير.
5 – الذكر.
6 – الصدقة.
7 – العتق.
ترجمة بالتصرف
الله القمر الاكبر
ALLAH -THE MOON GOD
Arkeologiska fynd bevisar Allahs ursprung
Problems of the Biblical Story of the Exodus
خلق جنة عدن
خلق جنة عدن3
رد اسلامي على الموضوع
رد اسلامي ثاني
انسكلوبيديا العالم
اور وآثارها
الرابطة البريطانية االيمنية للاثار
معلومات من المتحف البريطاني
معبد مأرب
موسوعة تاريخ اقباط مصر
الاصنام في االقرآن
تفسير “وأنه هو رب الشعرى”
ضرورة الخوف من الخسوف والكسوف
ابن عثيمين عن الخسوف والكسوف
الموسوعة اليهودية عن اسم الاله
التاريخ العربى القديم – نيلسون ص 259 وما بعدها ترجمة فؤاد حسنين نشر دار الثقافة القاهرة 1958
تاريخ العرب قبل الإسلام د/ سعد زغلول عبد الحميد أستاذ التاريخ الإسلامى والحضارة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وجامعة بيروت – دار النهضة العربية للطباعة والنشر بيروت سنة 1976م ص 23
تاريخ العرب قبل الإسلام د/ سعد زغلول عبد الحميد أستاذ التاريخ الإسلامى والحضارة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية وجامعة بيروت – دار النهضة العربية للطباعة والنشر بيروت سنة 1976م ص 23
جاء في (دائرة المعارف البريطانية، ج 1، ص 1058:1057)
“كان العرب في جنوب الجزيرة العربية يعبدون ثالوثا هو: (الإله القمر، والإلهة الشمس، وأشتار الإبن) وكان الإله الأكبر في هذا الثالوث هو الإله القمر. وكان الناس في كل الأنحاء يعتبرون أنفسهم ذريته”.
اترك تعليقًا